أضرار تناول السكريات بكثرة: كيف يدمر صحتك ببطء؟

المقدمة

ما اضرار تناول السكريات بكثرة؟

المصدر

المقدمة

لا تقتصر أضرار تناول السكريات بكثرة على زيادة الوزن وحب الشباب ومرض السكري من النوع 2، بل تمتد لتشمل العديد من الحالات الصحية الخطيرة.

يتسلل السكر مهما كان مصدره، إلى وجباتنا اليومية بطرق خفية، من الصلصات إلى المكسرات.

كما أن الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة غنية بالسكر المضاف، مما يجعل من الصعب التحكم في استهلاكنا اليومي.

يستهلك متوسط الشخص البالغ كمية كبيرة من السكر تزيد عن المعدلات الصحية الموصى بها، مما يساهم بشكل كبير في انتشار السمنة والأمراض المزمنة، تعرف على الأضرار الخطيرة وراء الإفراط في تناول السكر.

ما اضرار تناول السكريات بكثرة؟

جميعنا على دراية بأن الإفراط في تناول السكر ضار بالصحة، إلا أننا نجد أنفسنا غالبًا نستهلك كميات تفوق الحد الموصى به.

على سبيل المثال، يتناول الأمريكيون يوميًا ما يعادل 17 ملعقة صغيرة من السكر المضاف، متجاوزين بذلك الحد الموصى به بـ 5 ملاعق صغيرة.

تتسلل هذه الكمية الزائدة من السكر إلى أجسامنا من خلال مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات، بدءًا من الحلويات والمشروبات الغازية ووصولًا إلى الأطعمة المالحة، مثل: الخبز وصلصات الطماطم.

تكمن المشكلة في أن السكر المضاف يخفي نفسه تحت أسماء عديدة على ملصقات المنتجات، مما يجعل من الصعب على المستهلكين تحديد كمية السكر الحقيقية التي يتناولونها.

ونتيجة لذلك، يتعرض الجسم لكثير من الأضرار التي يسببها الإفراط في تناول السكر.

سنستعرض بالتفصيل فيما أدناه، اضرار تناول السكريات بكثرة، ابتداءً من تأثيره على الدماغ ووصولاً إلى أطراف الجسم:

أضرار السكر الأبيض على الدماغ

عند تناول السكر، يطلق دماغنا مادة الدوبامين، وهي مادة كيميائية مرتبطة بالمتعة والتحفيز.

هذا الإحساس اللطيف الذي نشعر به بعد تناول قطعة حلوى هو نتيجة مباشرة لإطلاق الدوبامين، ولذلك نشعر برغبة قوية في تناول الأطعمة الحلوة، خاصة في أوقات معينة من اليوم، مثل: فترة ما بعد الظهر. على عكس الأطعمة الكاملة مثل الفواكه والخضروات، فإن الأطعمة الغنية بالسكر تحفز دماغنا لإطلاق كميات أكبر من الدوبامين، مما يجعلنا نرغب في المزيد والمزيد منها.

هذه الدورة المتكررة من تناول السكر وإطلاق الدوبامين تجعل من الصعب مقاومة الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحلوة، حتى بعد الانتهاء من وجبة كاملة.

زيادة الوزن

تُعد المشروبات المحلاة بالسكر، مثل: الصودا والعصائر من الأسباب الرئيسية لزيادة الوزن وانتشار السمنة على مستوى العالم.

تحتوي هذه المشروبات على كميات كبيرة من الفركتوز، وهو نوع من السكر البسيط يزيد من الشعور بالجوع ويحفز الرغبة في تناول المزيد من الطعام مقارنة بالجلوكوز الموجود في الأطعمة النشوية.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن الإفراط في استهلاك الفركتوز يسبب مقاومة الجسم لهرمون اللبتين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم الشهية وإخبار الجسم بالشبع.

يعني ذلك، أن الأشخاص الذين يستهلكون الكثير من الفركتوز يواجهون صعوبة في الشعور بالشبع، مما يدفعهم لتناول كميات أكبر من الطعام.

وتشير الدراسات العلمية إلى وجود علاقة مباشرة بين استهلاك المشروبات السكرية وزيادة الوزن وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.

بالإضافة إلى ذلك، يرتبط شرب كميات كبيرة من هذه المشروبات بزيادة تراكم الدهون الضارة في منطقة البطن، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكر.

عامل خطر للإصابة بأمراض القلب

تشمل اضرار تناول السكريات بكثرة زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وهي السبب الرئيسي للوفاة حول العالم.

إذ ترتبط الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر ارتباطًا وثيقًا بزيادة الوزن، والالتهابات، وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية والسكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وكلها عوامل خطر معروفة لأمراض القلب.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الإفراط في تناول السكر وخاصة من المشروبات المحلاة، يساهم في تصلب الشرايين، وهو مرض يؤدي إلى تراكم الدهون في الشرايين وانسدادها.

وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من السكر المضاف هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية مقارنة بأولئك الذين يحدون من استهلاكهم للسكر.

حتى مشروب واحد من الصودا يوفر نسبة كبيرة من الاحتياجات اليومية من السكر، مما يزيد من خطر الإصابة بهذه الأمراض.

أضرار السكر على البشرة

توجد علاقة قوية بين النظام الغذائي الغني بالسكريات، وخاصة الأطعمة والمشروبات المصنعة، وظهور حب الشباب.

عندما نتناول الأطعمة الغنية بالسكر، ترتفع مستويات السكر في الدم بسرعة، مما يسبب زيادة إفراز هرمون الأنسولين وهرمونات أخرى تزيد من إنتاج الزيوت والالتهابات في الجلد، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تطور حب الشباب.

وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من السكريات المصنعة هم أكثر عرضة للإصابة بحب الشباب مقارنة بأولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالأطعمة الكاملة غير المصنعة.

زيادة خطر الإصابة بالسكري 2

يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى العديد من التغيرات الفسيولوجية التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.

عندما نتناول كميات كبيرة من السكر، يرتفع مستوى السكر في الدم بشكل كبير، مما يجعل البنكرياس يعمل بجهد أكبر لإنتاج الأنسولين لتنظيم مستوى السكر.

ومع مرور الوقت، يفقد البنكرياس قدرته على إنتاج كمية كافية من الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستمر في مستوى السكر في الدم وظهور مرض السكري. 

بالإضافة إلى ذلك، يساهم السكر في زيادة الوزن والسمنة، مما يزيد من مقاومة الأنسولين وهي حالة تجعل خلايا الجسم أقل استجابة للأنسولين.

زيادة خطر الإصابة بالسرطان

تشير العديد من الدراسات إلى وجود صلة قوية بين الإفراط في استهلاك السكر وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، هذا الارتباط يرجع إلى عدة عوامل، منها: السمنة، والالتهابات، مقاومة الأنسولين.

كما تشير دراسات أخرى إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من السكر، وخاصة من المشروبات المحلاة، هم أكثر عرضة للإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل: سرطان البروستاتا وسرطان المريء.

الإصابة بالاكتئاب

تربط دراسات عديدة بين ارتفاع استهلاك السكر وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

فقد أظهرت إحدى الدراسات أن الرجال الذين يتناولون كميات كبيرة من السكر يوميًا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 23% مقارنة بمن يتناولون كميات أقل.

كما أشارت دراسات أخرى إلى علاقة مماثلة بين استهلاك السكريات المضافة وخطر الإصابة بالاكتئاب لدى النساء.

تشير هذه النتائج إلى أن السكر يلعب دورًا هامًا في التأثير على الصحة العقلية، وهو أحد العوامل المساهمة في الإصابة بالاكتئاب.

ظهور التجاعيد

على الرغم من أن ظهور التجاعيد هو جزء طبيعي من عملية الشيخوخة، إلا أن النظام الغذائي الذي نتبعه يؤثر بشكل كبير على مدى سرعة ظهور هذه العلامات ومدى عمقها.

ويسبب الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات المكررة، زيادة إنتاج مركبات ضارة تسمى المنتجات النهائية المتقدمة للجليكوزيل.

تعمل هذه المركبات على تكسير الكولاجين والإيلاستين، وهما البروتينان المسؤولان عن مرونة الجلد ونضارته.

وبالتالي، تسرع زيادة مستويات هذه المركبات في الجسم عملية شيخوخة الجلد وظهور التجاعيد بشكل مبكر.

الشيخوخة المبكرة

التيلوميرات هي بمثابة "الساعات البيولوجية" لخلايانا، تحدد عمرها ووظيفتها، ومع تقدمنا ​​في العمر تتآكل هذه التيلوميرات بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى شيخوخة الخلايا.

ومع ذلك، فإن بعض العادات، مثل الإفراط في تناول السكر، يمكن أن تسرع من هذه العملية بشكل كبير.

وأظهرت الدراسات أن استهلاك كميات كبيرة من السكر يرتبط بتقصير التيلوميرات بشكل أسرع، مما يجعل الخلايا تبدو أكبر سنًا وأقل كفاءة.

الكبد الدهني

يعد الفركتوز، وهو نوع من السكر موجود بكثرة في المشروبات الغازية والعصائر المحلاة والعديد من الأطعمة المصنعة، أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.

عندما نتناول كميات كبيرة من الفركتوز، يضطر الكبد إلى معالجته بشكل أساسي، مما يؤدي إلى تراكم الدهون فيه.

يسبب هذا التراكم الزائد للدهون مرض الكبد الدهني، بالإضافة إلى ذلك يزيد من الالتهاب في الكبد ويضعف وظائفه، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة.

أضرار أخرى

لا يقتصر ضرر السكر المفرط على زيادة خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني، بل يتعداه ليؤثر سلبًا على صحة الجسم عامةً.

فبالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى، يمكن للسكر أن يتسبب في تسوس الأسنان، وزيادة خطر الإصابة بالنقرس، وتسريع التدهور المعرفي.

يتجلى هذا التدهور المعرفي في ضعف الذاكرة، وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف، وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث لا تزال مستمرة لكشف المزيد من الآثار الضارة للسكر على صحتنا.

المصادر

webmd

healthline