كان للحج عند القدماء المصريين يوم ثابت وهو الثامن من شهر الفيضان الأول حتى السادس والعشرون من نفس الشهر، وكان من أشهر مواسم ذبح الأضاحي والتي كانت تزين طريق موكب أوزير في أبيدوس
دليل
الموضوع:
المقدمة
الحج عند المصريين
القدماء
الأضاحي في مصر
القديمة
مذبح
هليوبوليس الرباعي
معلومات
حول الأضحية في مصر القديمة
المصدر
المقدمة
حل علينا عيد الأضحى المبارك، حاملًا معه عبق
الإيمان والتضحية وسنة نبيّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، إذ يحيي المسلمون في هذا
العيد ذكرى استعداد نبي الله إبراهيم عليه السلام لتقديم ابنه إسماعيل قربانًا لله
تعالى، تجسيدًا لخضوعه المطلقِ لأمر الله.
ولكن مظاهر التضحية لم تقتصر على الديانات
الإبراهيمية فقط، بل سبقتها حضارات قديمة، مثل الحضارة المصرية القديمة.
فنجد على جدران المعابد والمقابر المصرية القديمة
نقوشًا تصور تقديم القرابين من الحيوانات للآلهة.
ورغم اختلاف الأهداف والمضحى له بين الحضارتين،
إلاّ أن روحَ التضحية ظلت حاضرةً عبرَ العصور، تجسيدًا لخضوع الإنسانِ للخالق
العظيم وشكره على نعمه.
في هذا المقال، سنغوص في رحلة عبرَ الزمن لنستكشف مظاهر
التضحية عند المصريين القدماء، ونقارن بينها وبين مفهوم الأضحية في الإسلام.
الحج عند
المصريين القدماء
يخبرنا الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار
الإسكندرية، في مقاله "الأضاحى في مصر القديمة"، أن موسم الحج كان من
أشهرِ مواسم الذبح وتقديم القرابين للآلهة عند المصريين القدماء.
وتشير الاكتشافات الأثرية إلى وجود العديد من
المذابح الضخمة في المعابد المصرية القديمة، بُنيت من كتل حجرية ضخمة.
كما تم العثور على بعض المذابح المركبة، التي كانت
تتكون من قواعد أسطوانية توضع عليها لوحات من الحجر لحرق البخورِ أثناءَ طقوس
الذبح وتقديم القرابين.
وكان للحج عند المصريين القدماء موعد ثابت ومحدد،
هو اليوم الثامن من الشهرِ الأول من فصل الفيضان حتى اليوم السادس والعشرون من
نفسِ الشهرِ.
في ختام فترة الأربعين بعد تحنيط الميت، كان أهله
وأقاربه يضعونه في مركب ليعبر نهر النيل، ويرافقهم مركب آخر يحمل الأقارب
والأصدقاء، وعندما يصلون إلى البر الغربي، يرتلون ترانيم دينية مُناجاة للمعبود
"تاور".
ثم يقوم الكاهن بتقديم القرابين وحرق البخورِ أمام
جثمان الميت، ويؤدي طقوس فتح الفم وصب المياه أمامه وسط نحيب وولولة الزوجة
والأهل.
ما هي أوجه الشبه والاختلاف بين حج المصريين
القدماء والحج في الإسلام؟
تتضمن أوجه الشبه بينهما أن كلاهما يمثل رحلة
إيمانية، ويقام في موعد محدد، ويتضمن طقوس تقديم القرابين.
بينما تكمن أوجه الاختلاف، فيما يلي:
1.
يهدف حج المصريين القدماء إلى إيصال الميت إلى
العالم الآخرِ، بينما يهدف الحج في الإسلام إلى تعزيز الإيمان وتلبية نداء الله
تعالى.
2.
تقدم في حج المصريين
القدماء قرابين للآلهة، بينما تقدم في ركن الحج في الإسلام صدقات للفقراء
والمحتاجين.
الأضاحي في مصر
القديمة
كانت رحلة الحج عند المصريين القدماء رحلة روحية
غنية بالطقوس والمعتقدات، ومن أهم هذه الطقوس تقديم الأضاحي للتقرب إلى الآلهة.
كانت تُزين موائد القرابين طريق موكب أوزيرِ في
"أبيدوس"، وغيرها من الأماكن المقدسة، وتُقدم عليها القرابين من اللحوم
والفاكهة والخضروات، وتُصور اللوحات أكثر من 2000 قرابين تقدم للآلهة كنذور
وتوسلات.
وكان المصريون القدماء يحرصون على اختيار حيوانات
أضحية سليمة صحياً وخالية من العيوب، وتشير الرسومات والنقوش على جدران المعابد
والمقابر إلى أنهم كانوا يقدمون الثيران والبقرات بشكل أساسي، بالإضافة إلى بعض
الحيوانات الأخرى، مثل الأغنام والماعز.
كان لعملية ذبح الأضحية عند المصريين القدماء طقوس
محددة، مثل:
1.
تقييد الحيوان: كان يتم تقييد ساقي الحيوان
الخلفيتين مع ساقه الأمامية اليسرى، بينما تُترك ساقه الأمامية اليمنى حرة.
2.
وضع الحيوان على ظهره: كان يتم طرح الثور على ظهره
استعدادًا للذبح.
3.
الذبح: كان يقوم الجزار بذبح الحيوان من خلال قطع
رقبته بسكين حادة من ساقه الأمامية اليمنى.
4.
التطهير: بعد الذبح، كان يتم سكب الماء على
الذبيحة لتنظيفها وتطهيرها.
5.
التقطيع: كان يتم تقطيع لحم الذبيحة إلى أجزاء
وتوزيعها على حسب الحاجة.
6.
كان يشرف على عملية الذبح
رئيس الجزارين، بينما كان يقوم الجزار بمساعدة أحد مساعديه.
مذبح هليوبوليس
الرباعي
خلف لنا المصريون القدماء العديد من المناظر
الفنية التي تصور عملية ذبح الأضاحي، مما يعكس أهمية هذه الطقوس في حياتهم
الدينية، فكان يتم ذبح الأضحية وتقديمها على مذابح خاصة، وتميزت هذه المذابح
بكونها:
1.
ضخمة: كانت عبارة عن كتل حجرية ضخمة تتواجد في
الأفنية المكشوفة للمعابد.
2.
متنوعة: تنوعت أشكالها بين:
o
مذبح هليوبوليس الرباعي: ذو شكل مميز يتكون من
أربعة أضلاع.
o
المذابح ذات الدرج: توجد في منطقة تل العمارنة
بالمنيا.
o
المذابح المركبة: تتكون من قاعدة أسطوانية تحمل
لوحة حجرية أو طاسة أو موقدًا لحرق البخور.
وشملت وظائف المذابح في مصر القديمة، ما يلي:
1.
تقديم الذبائح: كانت تُستخدم لتقديم الأضاحي
للآلهة خلال الحج والأعياد والاحتفالات الدينية.
2.
حرق البخور: كانت تُستخدم لحرق البخور كنوع من
أنواع القرابين.
3.
طقوس دينية: كانت تُقام
عليها طقوس دينية خاصة مرتبطة بالآلهة.
معلومات حول
الأضحية في مصر القديمة
إليك فيما يلي، أهم المعلومات حول تاريخ الأضاحي في مصر القديمة:
1.
طقس ديني هام: كانت الأضحية عادة دينية أساسية في
مصر القديمة، حيث كان يتم تقديمها للآلهة المختلفة طلبًا للرضا والبركة.
2.
اختيار دقيق: حرص المصريون القدماء على اختيار
حيوانات أضحية سليمة وجميلة، غالباً من الماشية، مثل: الثيران والبقرات، والأغنام
والماعز.
3.
احتفالات مقدسة: ارتبطت الأضحية بالاحتفالات
الدينية الكبرى، مثل: عيد الفصح، إذ كان يتم توزيع لحومها على الفقراء والمحتاجين.
4.
تحضير متقن: خضعت الأضحية لعملية تحضير دقيقة،
شملت تنظيفها وتقطيعها وطهيها، وفقًا لطقوس محددة.
5.
طقس جنائزي: في بعض الأحيان، كانت الأضحية تُقدم
كجزء من الطقوس الجنائزية، حيث يتم دفن الحيوانات مع المتوفى في الأهرامات أو
المقابر.
6.
أهمية اجتماعية واقتصادية: لعبت الأضحية دورًا
هامًا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فكانت تُستخدم في العديد من المجالات،
مثل: الزراعة والنقل.
7.
مواقع تقديم الأضحية: تنوعت أماكن تقديم الأضحية
بين المنازل والمعابد والأماكن العامة، مع تزيين الحيوانات بالأزهار والشرائط.
8.
مناسبات متعددة: تجاوزت الأضحية المناسبات
الدينية، لتشمل الزواج والولادة وغيرها من الاحتفالات الاجتماعية.
9.
تواصل مع الآلهة: آمن
المصريون القدماء بأن الأضحية هي وسيلة للتواصل مع الآلهة واكتساب رضاها، ضمانًا
للحصول على النعمة والبركة في الحياة والآخرة.
المصدر
موسوعة تاريخ العالم
تم اضافة الموضوع بواسطة : Heba Aboelneel
التحميل بصيغة ملف Word
التحميل بصيغة ملف PDF
تقييم الموضوع
شارك الموضوع