يفوق عدد المسلات المصرية حول العالم تلك الموجودة في مصر فيبلغ عددها في الخارج 28 مسلة في إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا، بينما يوجد 13 مسلة فقط داخل مصر
دليل الموضوع:
المقدمة
المسلات
المصرية بالخارج
عدد
المسلات المصرية في الخارج
عدد المسلات في
مصر
ما الهدف من اقامة المسلات؟
كيفية
بناء المسلات الفرعونية
المصدر
المقدمة
برزت المسلات المصرية حول العالم كمعالم مميزة في الحضارة المصرية
القديمة، بدءًا من ظهورها في هليوبوليس، مركز عبادة الشمس، لتنتشر بعد ذلك
كأيقونات منتظمة أمام مداخل معابد مصر كلها، خاصة خلال عصر الدولة الحديثة وما
بعدها.
ولم تقتصر المسلات على تلك العصور المتأخرة، فقد
شيدت بأحجام أصغر في عصر الدولة القديمة أمام مقابر النبلاء ومواقع أخرى.
ومن أشهر الأمثلة على ذلك، معبد الشمس الخاص
بالملك "ني وسر رع" في أبو غراب، وتميزت المسلة بشكل قصير ممتلئ، على
عكس المسلات الشاهقة التي نعرفها اليوم.
تعددت وظائف المسلات وتنوعت، فكانت رمزًا للقوة
والخلود، وسجلًا للإنجازات الملكية، وتجسيدًا لعبادة الشمس، وبوابة روحية تصل بين
الأرض والسماء.
وعلى مر العصور، واجهت المسلات العديد من
التحديات، من الزلازل والفيضانات، إلى الغزو والنهب، فتم نقل العديد منها إلى
عواصم الدول الغازية، لتزين ساحاتها وتخلد ذكرى انتصاراتهم.
ولكن، ظلت شامخة حتى اليوم، شاهدة على عظمة
الحضارة المصرية القديمة وروعتها، وحكايات الفراعنة وملوكهم، إليكم في مقالنا أبرز
المسلات المصرية في الداخل والخارج وكيفية تشييدها والهدف من بناءها.
المسلات
المصرية بالخارج
نعرض لكم أبرز المسلات التي أهداها محمد علي باشا
للدول الغربية، والتي تُعد بمثابة شواهد تاريخية على عظمة الحضارة المصرية
وتقديرها من قبل مختلف الشعوب.
مسلة رمسيس الثاني في فرنسا
أهدى محمد علي باشا، مسلة رمسيس الثاني إلى فرنسا
عام 1833، وظلت المسلة شامخة في ميدان الكونكورد، أحد أكبر ميادين باريس، لأكثر من
180 عامًا، وكانت المسلة الفرعونية تزين مدخل معبد الأقصر قبل نقلها إلى فرنسا.
واجهت عملية نقل المسلة صعوبات جمة، حيث تم شحنها
من الأقصر إلى الإسكندرية عبر نهر النيل، ثم من الإسكندرية إلى مرسيليا في فرنسا.
ويقدر وزن مسلة رمسيس الثاني بحوالي 250 طنًا،
بينما بلغت تكلفة رحلتها 500 ألف فرنك.
مسلة كليوباترا في بريطانيا
قدم محمد علي باشا مسلة كليوباترا هدية لبريطانيا
عام 1831، تكريمًا لانتصارها على جيش نابليون بونابرت عام 1801.
وبقيت المسلة في الإسكندرية حتى عام 1887، عندما
تولى السير ويليام جيمس إيراسموس ويلسون مسؤولية نقلها إلى لندن.
وصلت مسلة كليوباترا إلى لندن في 21 يناير 1878،
وتم وضعها بجوار تمثالين لأسد فرعوني على هيئة أبو الهول.
وفي 4 سبتمبر 1917، خلال الحرب العالمية الأولى،
أصيبت بأضرار جسيمة نتيجة سقوط قنبلة من طائرة ألمانية بالقرب منها، ولا تزال آثار
هذا الضرر ظاهرة على المسلة حتى يومنا هذا.
عدد المسلات
المصرية في الخارج
في مفارقة تاريخية غريبة، يفوق عدد من المسلات
المصرية خارج مصر تلك الموجودة داخلها، فبينما تضمّ مصر 13 مسلة فقط في مختلف
المواقع، تنتشر 28 مسلة أخرى في العديد من الدول حول العالم.
وتتوزع هذه المسلات على مختلف الدول، ونذكر منها:
1.
إيطاليا: حيث توجد 13 مسلة فرعونية تزين ساحات
وميادين روما وغيرها من المدن الإيطالية.
2.
فرنسا: وتضمّ 4 مسلات فرعونية شاهقة، أشهرها مسلة
رمسيس الثاني في ميدان الكونكورد بباريس.
3.
الولايات المتحدة: توجد مسلة فرعونية واحدة في
سنترال بارك بمدينة نيويورك.
4.
بريطانيا: وتضم مسلة فرعونية
واحدة في ساحة سانت ماري بوستر بمدينة لندن.
عدد المسلات في
مصر
يوجد 13 مسلة فقط في مصر حاليًا، من أصل مئات
المسلات التي أُقيمت في عصور مصر القديمة المختلفة، وتتوزع هذه المسلات على مختلف
المواقع، ونذكر منها:
1.
ميدان التحرير: حيث توجد مسلتان يعود تاريخهما إلى
عصر الدولة الحديثة.
2.
حديقة الأندلس: وتضمّ مسلة مميزة تعود إلى عصر
الملك رمسيس الثاني.
3.
صالة مطار القاهرة: تزينها مسلة فرعونية شاهقة
تُضفي على المكان لمسة تاريخية مميزة.
4.
المتحف المصري: يُعد موطنًا لمجموعة من المسلات
النادرة التي تُمثل مختلف العصور المصرية القديمة.
5.
العاصمة الإدارية
الجديدة: حيث تمّ نقل مسلة فرعونية ضخمة لتُصبح رمزًا حضاريًا جديدًا في هذه
المدينة الحديثة.
ولكن، لم تغادر كل المسلات أماكنها الأصلية، فما
زال بعضها شامخًا يزين معابده القديمة، شاهداً على عظمة الحضارة المصرية، ومنها:
1.
حي المطرية بالقاهرة: حيث توجد مسلة فرعونية تُعد
من أقدم المسلات في مصر.
2.
معبد الأقصر: يزخر هذا المعبد بمسلتين شاهقتين
تضفيان عليه هالة من الروعة والرهبة.
3.
معابد الكرنك: وتضم هذه
المعابد مجموعة من المسلات التي تجسد عظمة الحضارة الفرعونية.
تُعد مسلة حتشبسوت أضخم المسلات المصرية على
الإطلاق، إذ يبلغ ارتفاعها 30 مترًا وتزن 323 طنًا.
وتمّ صنع هذه المسلة من الجرانيت الأحمر، وتقف
شامخة أمام البحيرة المقدسة في معبد الكرنك، شاهدة على عظمة الملكة حتشبسوت
وإنجازاتها.
ضم معابد الكرنك في الماضي 22 مسلة، ولكن تعرضت
أغلب هذه المسلات للسرقة أو النقل عبر العصور، ممّا يدل على أهميتها وقيمتها
التاريخية والثقافية.
ما الهدف من
اقامة المسلات؟
وصفت الدراسة الصادرة عن الجمعية المصرية للتنمية
السياحية والأثرية المسلات بأنها "قائم من الحجر ترسل الشمس المشرقة أشعتها
عليه".
ارتبطت المسلات بعبادة الشمس لدى قدماء المصريين،
حيث اعتبروها رمزًا للشمس المقدسة الهابطة من السماء، وأقام الفراعنة المسلات
الرأسية ذات القمم الهرمية كتذكار لعبادة الشمس.
كانت القمة الهرمية لكل مسلة مذهبة أو مطلية بمزيج
من الذهب والفضة لتعكس أشعة الشمس فوق المعبد.
اعتبرت المسلات قديماً رمزًا للتل الأزلي الذي
بدأت عليه الخليقة، وربط المصريون القدماء المسلات بنظرية الخلق لديهم، فكان
للمسلة بعد ديني مرتبط بعقيدة الشمس.
كيفية بناء
المسلات الفرعونية
المسلات المصرية القديمة إبداعًا هندسيًا
ومعماريًا متميزًا، إذ شيدت كل مسلة من قطعة واحدة من حجر الجرانيت الوردي الصلد.
وراعى المهندس المصري القديم عند تشييده للمسلة
القوانين الهندسية بدقة عالية رغم في ظلّ الإمكانيات المحدودة التي كانت متاحة في
الحضارة المصرية القديمة، فتقاوم المسلات الهزات الأرضية والعوامل الطبيعية
المختلفة.
وفيما يلي، خطوات بناء المسلات في مصر القديمة:
1.
يبدأ العمل بتحديد موقع قطع الحجر الضخم الذي
ستُصنع منه المسلة.
2.
يقوم العمال بحفر أخاديد عميقة حول الحجر باستخدام
أدوات من البرونز أو النحاس.
3.
يتم دق الأخاديد بقطع من الديوريت، وذلك يخلق
ضغطًا هائلاً على الحجر.
4.
يُوضع الخشب في الأخاديد ويُصبّ عليه الماء، مما
يؤدي إلى تمدده الطبيعي وضغطه على الحجر حتى ينفصل عن مكانه.
5.
بعد فصل الحجر، يتم صقله بعناية باستخدام الرمال
المبللة بالماء وأحجار الديوريت، ليضفي عليه مظهرًا ناعمًا ولامعًا.
6.
يتم وضع الحجر المصقول على زحافات خشبية لنقله إلى
المكان المخصص له.
7.
في موقع المعبد، يتم
استكمال نحت المسلة ونقشها بالرسوم والكتابات التي تخلد ذكرى الملك صاحبها.
المصدر
سكاي نيوز
تم اضافة الموضوع بواسطة : Heba Aboelneel
التحميل بصيغة ملف Word
التحميل بصيغة ملف PDF
تقييم الموضوع
شارك الموضوع