تاريخ وحضارة
تحميل الموضوع ملف ورد
تحميل الموضوع ملف PDF
تابعنا على اخبار جوجل
سنوهي.. المنتمي لتراب مصر
الثلاثاء, 20 02 2024
وقت القراءة( 4 )دقيقة
مشاهدات :595
أكدت قصة سنوهي على حنين المصري في كل زمان ومكان لأرضه، وهذا ما جعلها قصة محببة لدى جموع المصريين قديمًا، أما حاليًا ونظرًا لتكامل قصة سنوهي أدبيًا، اعتبرها البعض جزء من الأدب العالمي.
دليل
الموضوع
المقدمة
سنوهي..
المنتمي لتراب مصر
من هو سنوهي؟
متن القصة
رحلة سنوهي إلى
فلسطين
حنين سنوهي لأرض
مصر
موقف الملك
سنوسرت الأول من رجاء سنوهي
أهمية قصة سنوهي
أدبيًا وفنيًا وتاريخيًا
المقدمه
يحفل الأدب المصري القديم بعدد من القصص التي خطها كتاب مصر،
والتي كانت بمثابة المرآة فعكست لنا الأحوال السياسية والاجتماعية المنتشرة في
البلاد، كما نقلت في مضمونها أسمى المعاني الإنسانية كمعنى الانتماء للوطن الذي
تعبر عنه قصة سنوهي، سنتعرف في مقالنا هذا
على قصة سنوهي.. المنتمي لتراب مصر.
سنوهي.. المنتمي لتراب مصر
إن
قصة سنوهي " سا نهت" من القصص الشعبية التي أحبها المصريون، وظلوا
يتناقلونها فيما بينهم، حتى صارت منهج تعليمي يُدرس في المدارس المصرية القديمة،
فظلت تُملى أحداثها على الصبية لما يقرب
من 500 عام، وهذا ما أنتج العديد من النسخ لتلك القصة، فوصلتنا أجزاؤها على البردي
وقطع الأوستراكا، ولكن يوجد النص الكامل لقصة سنوهي في متحف برلين.
تنتمي
قصة سنوهي إلى عصر الدولة الوسطى، تحديدًا في الأسرة الثانية عشر، وقد توافرت فيها
كافة عناصر القصص التي تمنحها عنصر التكامل سواء من حيث الحبكة القصصية، أو اللغة،
وكذلك الأسلوب والتركيب ، كما حُدد بها عنصر الزمان والمكان.
من هو سنوهي؟
ينبغي علينا
أولًا أن نتعرف على بطل قصتنا قبل أن نسرد أحداثها، فتدور قصتنا حول بطل حقيقي عاش
في عهد الملك أمنمحات الأول وابنه وولي عهده سنوسرت الأول من ملوك الأسرة
12، كما نجد سنوهي نفسه يخبرنا في القصة بألقابه ووظائفه، والتي نذكر منها:
"خادم نساء الملك، خادم الأميرة، صاحبة الثناء العظيم، زوجة الملك سنوسرت
الأول".
متن القصة
تدور
القصة حول مرافقة سنوهي لسنوسرت الأول - ولي العهد- في غزوته ضد الليبيين على حدود
مصر الغربية، وتزامن ذلك مع اغتيال الملك أمنمحات الأول في قصره، وبمجرد أن وصل
الخبر إلى سنوسرت الأول طار نحوه العاصمة، وحين سمع سنوهي بخبر الاغتيال أصابه
الذعر، وطار هو الآخر ولكن ليس للعاصمة بل هربًا نحو سورية دون أن يمنح سنوسرت أي
تبرير لتصرفه.
هذا
ما جعل البعض يظن أن سنوهي لم يفر سوى لتورطه في مؤامرة اغتيال الملك ولهذا هرب
خفية في الظلام خوفًا من العقاب.
رحلة سنوهي إلى فلسطين
يروي
سنوهي عن مغامرة تنقله بين البلاد والأقطار، حيث تمكن من عبور حدود مصر الشرقية،
ثم سيناء إلى أن وصلت به قدماه إلى فلسطين، فاستقبله رئيس أحد القبائل وأكرم
مثواه، كما عينه في عدد من المناصب المهمة إلى أن انتهى به الأمر شيخًا
للقبائل.
ونستشف
من استقبال رئيس القبائل لسنوهي وكذلك ثقته به هو مدى معرفة رؤساء القبائل
في آسيا برجال البلاط المصري، وثقتهم في خبراتهم الإدارية للحد الذي يجعل شيخ
القبيلة يعهد إليه بتلك المناصب.
لم
يكتف شيخ القبيلة بالاعتماد على سنوهي إداريًا بل أراد أن يضمن بقاءه فزوجه من
ابنته، وبذلك استقر سنوهي في فلسطين وزادت شهرته بين الناس الذين أحبوه لما بدى
عليه من حكمة وذكاء.
حنين سنوهي لأرض مصر
عاش
سنوهي بين أفراد القبيلة دهرًا، وأنجب العديد من الأبناء الذين تولوا أيضًا كافة
المناصب الكبري، وحين تقدم في العمر راوده الحنين القديم للعودة إلى مصر كي يدفن
فيها مثله مثل كل مصري قديمًا كان أم حديثًا.
ونُرجع
شعوره لما كان يعتقده المصري القديم أن
مصر هي الجنة التي ينبغي عليه أن يدفن في ترابها، وفي تلك اللحظة التي داعبته فيها
ريح مصر قرر أن يرسل إلى الملك سنوسرت الأول يطلب منه أن يعفو عنه ويسمح له
بالعودة إلى الأرض التي ولد فيها حتى لا يدفن في البلاد الأجنبية، وظل سنوهي يُمني
نفسه بالعودة.
موقف الملك سنوسرت الأول من رجاء
سنوهي
حين
علم الملك سنوسرت الأول برغبة سنوهي بالعودة إلى وطنه عفى عنه، ودعاه للعودة إلى
مصر، ففرح سنوهي بقرار العفو، ولم يتأخر يومًا في العودة، وبمجرد عودته استقبله
الملك في قصره وقدم له الهدايا رأفة بهذا الشيخ المصري المشتاق لوطنه، وأمر
له بقصر يعيش فيه، وكذلك ببناء مقبرة له.
أهمية قصة سنوهي أدبيًا وفنيًا
وتاريخيًا
تعددت أهمية قصة
سنوهي من كافة النواحي سواء أكانت أدبية أو فنية أو تاريخية، فمن الناحية الأدبية
نذكر أن قصة سنوهي تعد نموذجًا متكاملًا للقصة القصيرة في الأدب المصري، وذلك لما
تتضمنه من عناصر القصة، فهي تصف قصة واقعية لها بداية ونهاية ومحددة الزمان والمكان.
كما
حوت القصة بعض المشاعر الإنسانية المتمثلة في شعر المدح، وبعض الأمثال، علاوة على
رسائل الاستعطاف والاعتذار، كما عكست لنا صورة عن فلسطين وسورية، وكذلك طبائع
أهلها.
أما
من الناحية التاريخية فتُوثق القصة الاضطراب الذي حدث آواخر عهد أمنمحات الأول
ومؤامرة اغتياله، كما توثق مروءة الملك سنوسرت الأول، بالإضافة إلى وضع رجال مصر
المميز في آسيا آنذاك.
وإن
تطرقنا إلى الناحية الفنية نجد القصة تحمل كافة معاني الإيمان وحب الوطن، والحنين
إليه، وتوثق رغبة المصري في أي زمان ومكان بالعودة إلى وطنه في النهاية.
وختامًا أكدت قصة سنوهي على حنين المصري في كل زمان ومكان لأرضه،
وهذا ما جعلها قصة محببة لدى جموع المصريين قديمًا، أما حاليًا ونظرًا
لتكامل قصة سنوهي أدبيًا، اعتبرها البعض جزء من الأدب العالمي.
المصادر:
الأدب المصري
القديم- د/ أحمد محمد البربري، د/ محمد إبراهيم علي.
تاريخ
وحضارة مصر القديمة- د/ عبد الحليم نور الدين.
تم اضافة الموضوع بواسطة : سومة أنور الرفاعي
التحميل بصيغة ملف Word
التحميل بصيغة ملف PDF
تقييم الموضوع
شارك الموضوع