تاريخ وحضارة
تحميل الموضوع ملف ورد
تحميل الموضوع ملف PDF
تابعنا على اخبار جوجل
بورتريهات الفيوم.. وجوه مصرية تطل علينا من العصر الروماني
الجمعة, 16 02 2024
وقت القراءة( 4 )دقيقة
مشاهدات :665
ترتسم داخل كل ذهن صورة مغايرة لملامح أجدادنا القدامي، يحاول البعض نسب نفسه إليهم، ويحاول البعض نزعنا عن أجدادنا، لذا فإن بورتريهات الفيوم تعكس ملامحهم وجوه مصرية تطل علينا من العصر الروماني.
دليل
الموضوع
بورتريهات الفيوم
الأصل العقائدي لبورتريهات الفيوم
هل اقتصرت بورتريهات الفيوم على منطقة الفيوم
الأسلوب الفني لبورتريهات الفيوم
فنانو لوحات الفيوم
الوضع الاجتماعي لأصحاب بورتريهات الفيوم
متى رسمت تلك صور لاصاحبها
بورتريهات
الفيوم.. وجوه مصرية تطل علينا من العصر الروماني
يتساءل بعضنا عن ملامح أجدادنا
القدامى، ترتسم داخل كل ذهن صورة مغايرة عن قوم أشداء صنعوا الأعاجيب، يحاول البعض
نسب نفسه إليهم، ويحاول البعض الآخر نزعنا عن أجدادنا، لذا فإن بورتريهات الفيوم
تنقل لنا ملامح القدامى، تعكس ملامحهم وجوه مصرية خالصة تطل علينا من العصر
الروماني.
بورتريهات
الفيوم
تُعرف بورتريهات الفيوم كونها مجموعة
من الصور الملونة، التي انتشرت بين المصريين في العصرالروماني تحديدًا خلال الفترة
التي تمتد من بداية القرن الأول الميلادي وحتى القرن الثالث الميلادي.
حرص المصريون على تزويد المومياوات
بتلك الصور التي رُسمت للمتوفى فعكست ملامحه، سواء صور لسيدات أو رجال وحتى
الأطفال، وكانت تُرسم تلك الصور على الألواح الخشبية أو تلك المضغوطة في الشمع في
شكل أقنعة من الجص.
قد تميز الفن المصري خلال تلك الحقبة
بعنصر الاختلاط، وذلك لانتشار الجاليات الأجنبية وبخاصة الجالية الإغريقية داخل
النسيج المصري، مما نتج عنه اندماج في العناصر الفنية المصرية واليونانية
داخل الفن والزخرفة الخاصة بـ البورتريهات والتوابيت والأقنعة وغيرها من
العناصر.
الأصل
العقائدي لبورتريهات الفيوم
آمن المصري القديم بأن الروح
"البا" ستعود لتتعرف على جسد المتوفى من جديد كي يتم البعث، لذا اهتدى
المصري للتحنيط كي يحافظ على الجسد سليمًا، وتوجب عليه أن يضع تمثال يحمي ملامح
المتوفى من الفناء فتتعرف الروح على صاحبها، ولما كانت تُلف الجثة باللفائف
الكتانية تُوجب وضع قناع أو صورة تحمل ملامح الشخص.
تطورت فكرة الأقنعة إبان عصر الدولة
الوسطى وتبلورت في شكل الكارتوناج، والتي تعني تصميم تمثال لرأس المتوفى ويحمل
ملامحه، سواء صُنع من الخشب أو الجبس أو الحجر، وبحلول الدولة الحديثة اتسعت فكرة
الكارتوناج لتغطي الوجه بحجمه الطبيعي وتمتد إلى الصدر في شكل صدرية زُخرت بالزجاج
والذهب والأحجار شبه الكريمة، سار المصريون على خطى أجدادهم حتى العصر البطلمي،
ولكن بالغوا في التذهيب والألوان.
لذا فإن بورتريهات الفيوم تقوم على
نفس الاعتقاد الديني بضرورة وجود ما يحمي ملامح المتوفى من الفناء لتتعرف
عليه الروح، مما ينم عن تأصل الفكر الديني المصري حتى في عصور الاحتلال بل امتد
تأثيره على العنصر الأجنبي أيضًا.
هل
اقتصرت بورتريهات الفيوم على منطقة الفيوم؟
لم تحتكر الفيوم تلك البورتريهات بل
عثرت عليها البعثات في العديد من الأماكن من أرض مصر، والتي تمتد من سقارة حتى
أسوان، ولكن تعود التسمية لكون إقليم الفيوم من أكثر المناطق التي عثر بها على
البورتريهات.
ويمكننا أن نلخص أماكن العثور عليها
في الآتي:
·
الجبانة الرومانية في هوارة الواقعة شمال هرم الملك أمنمحات الثالث- من ملوك
الدولة الوسطى - في موقع قصر التيه "اللابرنت" الخاص به.
·
شمال شرق الفيوم تحديدًا في منطقة الروبيات.
·
أخميم والشيخ عبادة
·
مارينا العلمين غرب الإسكندرية.
الأسلوب
الفني لبورتريهات الفيوم
اعتمد فنانو بورتريهات الفيوم على
طريقة عكس الإضاءة ورسم الظلال، كما رسموا غالبية الصور على ألواح من الخشب عادة
من خشب السرو الذي يُستورد من سوريا ، وبعضها رُسم على اللفائف الكتانية التي يُلف
بها الجسد، ولكن يمكننا القول أن تلك الطريقة كانت أكثر انتشارا بين مومياوات
الأطفال.
أما عن طريقة الإعداد، فكان يتم تهذيب
لوح الخشب وتسوية أطرافه بينما يُسوى الجزء العلوي في شكل قوس، ثم يوضع اللوح على
وجه المومياء. تُضاف على اللوحة طبقة من خليط المصيص والجبس، ويتم التلوين بواسطة
صبغات من مواد ترابية " معادن طبيعية متداخلة"، أو صبغات يتم استخراجها
من النباتات كنبات الفوة الذي كان يستخرج منه القوم اللون الأحمر، ثم يخلطوه
بالطباشير أو بالجبس.
فنانو
لوحات الفيوم
هناك تساؤل يدور في أذهاننا جميعًا
حينما نرى بورتريهات الفيوم، أي فنان رسم تلك الصور المبهرة، التي تحمل ملامح
جذابة، بل وتعبر عن مشاعر إنسانية!، هناك من يرى أن رسامي تلك الصور هم الفنانون
المصريون، فقد اعتمدوا على جينات الأجداد المبدعين في رسم لوحات وفقًا لقواعد الفن
الإغريقي السائد في هذا الوقت، فليس من المنطقي أن يعمل فنانون أجانب في صنع لوحات
تحمل عقائد القدماء، لكن هناك رأي آخر يشير أنها صنعت بيد فنانين يونانيين ممن
وعاشوا وعملوا في مصر.
الوضع الإجتماعي لأصحاب بورتريهات الفيوم
يظهر من هيئة الصور أن أصحابها ينتمون
إلى الطبقة المتوسطة، فيمتلكون قدر من الثروة، كما يوحي طراز ملابسهم بطبيعة
عملهم، فبعض تلك الصور التي عثر عليها في الفيوم كُتب عليها أسماء أصحابها
بالإضافة إلى مهنتهم، فُذكر على سبيل المثال هيرون بن أمونيوس مدرس الفلسفة.
متى
رُسمت تلك الصور لأصحابها
تختلف الأراء حول إذا ما كانت تلك
الصور تُرسم لأصحابها خلال حياتهم أو ترسم بعد الوفاة مباشرة في فترة التحنيط، فمن
يدعمون الرأي الأول يعتمدون على الهيئة الشبابية للوحات، فقد صوروا بملامح تنم عن
حيوية وشباب، وقد غاب عن البورتريهات تصوير كبار السن، أما أصحاب الرأي الآخر
فيعتمدون على وجود قائمة مكتوبة بخط سريع خلف اللوحة مدون عليها ملامح
الوجه.
وبذلك نكون عرضنا لمحة سريعة عن
بورتريهات الفيوم، تلك الصور التي تحمل ملامح الأجداد ممن عاشوا في العصر
الروماني، فتتفق ملامح الأجداد مع ملامح الأحفاد، فنحمل ملامحهم ونرى في تلك الصور
انعكاسًا صادقًا لأولئك الذين سبقونا على هذه الأرض.
المصدر:
بورتريهات الفيوم - د/ عزت حامد قادوس
تم اضافة الموضوع بواسطة : سومة أنور الرفاعي
التحميل بصيغة ملف Word
التحميل بصيغة ملف PDF
تقييم الموضوع
شارك الموضوع