تاريخ وحضارة
تحميل الموضوع ملف ورد
تحميل الموضوع ملف PDF
تابعنا على اخبار جوجل
موسوعية المهندس إيمحتب
الأربعاء, 14 02 2024
وقت القراءة( 3 )دقيقة
مشاهدات :450
تلمع شخصية "إمحوتب" بين صفحات التاريخ المصري القديم كأول طبيب عرفه التاريخ، وأول مهندس، يبني هرمًا كاملًا وأول من اعتمد على الحجر في البناء، بالإضافة إلى براعته كوزير لأشهر ملوك الأسرة
دليل الموضوع
المقدمة
موسوعية المهندس إيمحتب
المقدمة
تلمع شخصية "إيمحتب" بين
صفحات التاريخ المصري القديم كأول طبيب عرفه التاريخ، وأول مهندس يبني هرمًا
كاملًا، وأول من اعتمد على الحجر في البناء، بالإضافة إلى براعته كإداري ووزير
لأشهر ملوك الأسرة الثالثة، سنتعرف في هذا المقال على أحد أبرز الشخصيات المؤثرة
في التاريخ الإنساني.
موسوعية
المهندس إيمحتب
كان إيمحتب واحد من أبناء هذا
الشعب العظيم، فلم ينل ما ناله من تقدير لصلة قرابته بالملك ، وإنما لكونه
موسوعيًا من الدرجة الأولى، فقد كان عبقريًا في العديد من العلوم، ودفعت به موهبته
الفذة نحو الصدارة، لذا قربه الملك زوسر، وجعله مستشارًا له وحاملًا لختمه وفقًا
لما جاء في النصوص.
كان إيمحتب طبيبًا، ونبغ في الهندسة
وعلوم الإدارة، علاوة على شهرته ككاهن وفلكي، وتبادل القوم أقواله كحكم، لذا خلد
علمه سيرته في ذاكرة الأمة المصرية حتى العهد اليوناني.
إيمحتب.. أبو الطب
برع إيمحتب في الطب فكان بذلك أول
طبيب عرفه التاريخ، كما وضع مجموعة من القيم الأخلاقية التي تتضمن عدم
السخرية من صاحب الإعاقة أو من فقد بصره، وأشار أيضًا إلى عدم السخرية من المريض
النفسي.
قد خلد القوم ذكراه نظرًا لما بلغه
من مهارة في الطب، فأُله في العصور المتأخرة للحضارة المصرية القديمة، استمرت ذكرى
إمحوتب الطبيب حية حتى العصر اليوناني ولكن باسم "أيموتس" بل شُبه
بحكيمهم "اسكليبيوس".
إيمحتب صاحب أول بناء حجري في التاريخ
نبغ إيمحتب في الهندسة، فوضع تصميم
مبهر لأول بناء حجري في التاريخ ، فقد استخدم الحجر لأول مرة في بناء الهرم المدرج
الخاص بالملك زوسر مؤسس الأسرة 3، فكان هذا الهرم المدرج القابع في سقارة هو
حلقة الوصل بين المصطبة والهرم الكامل، كما كانت تلك الخطوة التي خطاها إيمحتب
بمثابة الخطوة الأولى لانتقال فن العمارة من الطوب اللبن إلى الأحجار.
اختار إيمحتب ربوة مرتفعة في سقارة
ليشرف منها الهرم على العاصمة منف، أما عن آلية البناء، فقد بدأ بمصطبة ثم تلاها
بخمس مصاطب أخرى أصغر حجمًا، فأُنشى الهرم المدرج ووصل ارتفاعه إلى ما يقرب من 61
مترًا.
وظائف إيمحتب وفقًا لنصوص عصره
أشار آثار عصر إيمحتب إلى كونه
أمينًا لأختام الوجه البحري والأول بعد الملك، وكذلك المشرف على إدارة القصر
الملكي، إضافة لكونه مسجل الحوليات وكبير كهنة هليوبوليس.
كما أشارت له بأنه النبيل الوراثي،
والمهندس، والوزير، ومدير أعمال الصعيد والدلتا، كبير الكهنة المرتلين للملك زوسر،
وكبير كتاب الآلة، ولم تغفل النصوص مهارته في النحت، فذكرته كونه رئيس المثالين
والنحاتين.
لا عجب أن قولنا أن إيمحتب نال ما
نال من شهرة ومكانة نتيجة لعبقريته واجتهاده وإلمامه بكافة العلوم، وليس لصلة
قرابة تجمعه بالملك أو زيجة تقربه من السلطة، فأدت موسوعية المهندس إيمحتب إلى
تقدم البلاد في العديد من المجالات إبان عصر الأسرة 3.
الحكيم إيمحتب
استمر المصريون حتى بعد انقضاء عهد
ايمحتب بقرون عديدة في ذكر حكيمهم العظيم وسلفهم الموسوعي، فاعتبروا أقواله حكمًا
تُردد على مسامع القوم ليأخذوا منها العظة، كما اعتبروه حاميًا للكتاب فلا يتمكن
الكاتب من بدأ عمله إلا بعد أن يقدم لإيمحتب التسمية.
كما جعله المثقفون إبان عهد الدولة
الحديثة راعيًا للحكمة، وقدسه القوم بحلول عصر الأسرة 26 لدرجة تصل إلى التأليه،
فجعلوه إبنًا لمعبودهم بتاح تقديرًا منهم لموسوعية المهندس إيمحتب.
المنشآت المعمارية المشيدة لإيمحتب
بلغ تقديس المصريين لإيمحتب حدًا
كبيرًا فشيدوا له المقاصير في عدد من الأماكن بداية بمنف نهاية بفيله، وازدادت
منشآته في طيبة خاصة في الكرنك والدير البحري.
شهد معبد الدير البحري تقديس القوم
لإيمحتب، فبحلول العصر اليوناني، اعتبره القوم معبودًا للشفاء، وبنى له مريدوه
مقصورة في معبد حتشبسوت بالدير البحري، تحديدًا فوق المسطح العلوي.
ويذكر المؤرخ المصري مانيتون تشبيه
اليونان لإيمحتب بأسكليبيوس راعي الطب الإغريقي، كما صارت مدينة منف الشاهد
الرئيسي على مكانة إيمحتب حيث حازت الشهرة الأكبر في عبادة إيمحتب.
إيمحتب في ذاكرة المصريين
بخلاف تقديس المصريين لإيمحتب وما
شيدوه من مبان له، لكنه ظل محتفظًا بمكانة في ذاكرتهم لم يسقطها الزمن، فذكره
القوم على جدران معابدهم بأنه " مخفف آلام المصريين"، كما وصفوه بأنه ذو
أصابع ذهبية، وأنه من يشفي المريض بمهارته ويهب الصحة من جديد، لذا فإن نبوغ
وموهبة وموسوعية المهندس إيمحتب منحوه مكانته في قلوب المصريين قبل معابدهم.
نستنبط من سيرة إيمحتب أن الدولة
المصرية القديمة كانت تُقدر النابغين، وتمنحهم قدرهم وفقًا لموهبتهم وليس لمدى
قربهم من الملك، كما أن المصريين أنفسهم قدسوا أبناءهم العباقرة فلم يمح الزمن
سيرتهم من ذاكرة القوم، وإلى الآن تلمع سيرة إيمحتب وفقًا لما أنجز في عصر زوسر
للحد الذي يجعلنا في كثير من الأحيان ننسى ذكر زوسر ذاته.
المصادر:
·
موسوعة مصر القديمة الجزء
الأول د/ سليم حسن.
·
دراسات في تاريخ مصر والشرق الأدنى
القديم - د/ محمد على سعد الله.
·
تاريخ وحضارة مصر القديمة د/ سمير
أديب.
·
رويترز
تم اضافة الموضوع بواسطة : سومة أنور الرفاعي
التحميل بصيغة ملف Word
التحميل بصيغة ملف PDF
تقييم الموضوع
شارك الموضوع