تشمل أعراض متلازمة ضحية النرجسي الانفصال العاطفي، التساؤل المستمر عن النفس، المشاكل الجسدية، شلل القرار، التشوه في إدراك الواقع، ميول إيذاء النفس أو الإدمان، القلق المزمن
دليل الموضوع:
المقدمة
أسلوب التلاعب النرجسي
علامات متلازمة ضحية النرجسي
المصادر
المقدمة
تُستخدم عبارة "متلازمة ضحية النرجسي" أو "متلازمة الإساءة النرجسية" لوصف الآثار العاطفية والنفسية التي يعاني منها الأفراد بعد التعرض للإساءة المتكررة من شخص يعاني اضطراب الشخصية النرجسية.
هذه العبارة ليست مصطلحًا طبيًا رسميًا، ولكنها توضح الحالة التي يجد فيها الضحايا أنفسهم عالقين في دوامة من الخوف والقلق والانعزال، واضطرابات نفسية، وصعوبات في العلاقات، وتدني احترام الذات.
نستعرض في هذا المحتوى، أسلوب التلاعب النرجسي والعلامات النفسية والجسدية التي تشير إلى أنك ضحية شخص نرجسي.
أسلوب التلاعب النرجسي
الشخص المصاب باضطراب الشخصية النرجسية يستخدم غالبًا مجموعة من الأساليب التلاعبية لتحقيق أهدافه والحفاظ على شعوره بالأهمية.
تهدف هذه الأساليب إلى التحكم في الآخرين وتقويض ثقتهم بأنفسهم، وإليك بعضًا من أكثر هذه التكتيكات شيوعًا:
التلاعب بالكلمات
يستخدم النرجسيون الكلمات كسلاح لتشويه الحقائق، والتلاعب بمشاعر الآخرين، وتقويض ثقتهم بأنفسهم، فمثلًا يلجأون إلى:
1. التثليث: إشراك شخص ثالث في النزاع لتعزيز موقفهم.
2. التلاعب بألغاز: جعل الضحية تشك في ذاكرتها وحواسها.
3. إلقاء اللوم: تحميل الآخرين مسؤولية كل الأخطاء والمصاعب.
4. السخرية والتهكم: التقليل من شأن الآخرين وإحراجهم.
التلاعب بالسلوك
يتجلى التلاعب النرجسي أيضًا في سلوكيات معينة تهدف إلى السيطرة على الآخرين، مثل:
1. المعاملة الصامتة: استخدام الصمت كعقاب أو وسيلة للضغط على الآخرين.
2. العدوان السلبي: التعبير عن الغضب والعدوانية بطرق غير مباشرة.
3. التلاعب بالمكنسة الكهربائية: قطع العلاقة ثم العودة إليها بشكل متكرر.
علامات متلازمة ضحية النرجسي
تتنوع تجارب الأشخاص الذين يتعرضون لإساءة معاملة من قبل شخص مصاب باضطراب الشخصية النرجسية.
وتختلف العلامات والأعراض التي يشعرون بها بشكل كبير من شخص لآخر، فما يكون واضحاً لدى ضحية يكون أقل وضوحاً لدى أخرى.
وذلك، لأن كل علاقة فريدة من نوعها والتفاعلات بين الأشخاص المعنيين تختلف، وتشمل العلامات الشائعة ما يلي:
الانفصال كآلية دفاعية
يعتبر الانفصال آلية دفاعية يتبعها الكثير من الناس كاستجابة للإساءة أو الصدمات النفسية.
تتضمن هذه الآلية النفسية الشعور بالفقدان للاتصال بالذات أو بالواقع المحيط، ويظهر هذا الانفصال بأشكال مختلفة، مثل:
- فقدان الذاكرة الانتقائي: ينسى الشخص بعض الأحداث المؤلمة أو الصعبة.
- الشعور بالغربة: كأن ما يحدث ليس يحدث له شخصيًا، بل لشخص آخر.
عندما يتعرض الشخص للإساءة أو الصدمة، يحاول دماغه حمايته من الألم النفسي الشديد من خلال هذه الآلية.
فبدلاً من مواجهة الألم مباشرة، يهرب الدماغ إلى عالم آخر خالٍ من المشاعر المؤلمة والأحداث الصعبة.
الشك الذاتي
من صفات ضحايا النرجسي أن يشكون في أنفسهم وفي صحة ما يمرون به، لكن عندما يتعلق الأمر بالإساءة النرجسية، فإن هذا الشك يصل إلى مستويات أعمق وأكثر تدميراً.
يستغل الشخص النرجسي ضعف الضحية، ويستخدم مجموعة من التكتيكات النفسية الماكرة لزرع الشك في نفس الضحية.
يغير النرجسي الحقائق والرواية، ويحمل الضحية مسؤولية كل ما يحدث، ويجعله يشعر بالذنب والخجل.
كما النرجسي أي تصرفات مسيئة، ويقنع الضحية بأنها تخيلت كل شيء، ويتنقل النرجسي بين العنف والود، مما يجعل الضحية تشعر بالارتباك وعدم الاستقرار.
الشلل القراري
بعد التعرض لفترات طويلة من الإساءة النفسية، يجد الضحايا صعوبة بالغة في اتخاذ حتى أبسط القرارات، وذلك نتيجة مباشرة للتلاعب النفسي الذي يمارسه النرجسي.
إذ يعمل النرجسي جاهداً على تقويض ثقة الضحية في قدراته وقراراته، مما يجعله يشك في كل خطوة يقوم بها.
ويخضع الضحية لانتقادات لاذعة ومستمرة من قبل النرجسي، مما يجعله يخشى اتخاذ أي قرار يؤدي إلى مزيد من الانتقاد.
كما يقدم النرجسي معلومات مضللة أو مغلوطة للضحية، مما يجعل من الصعب عليه تقييم الموقف واتخاذ قرار مستنير.
سلوكيات ذاتية التدمير
بعد التعرض للإساءة النرجسية خاصةً من أفراد العائلة، يلجأ الكثيرون إلى سلوكيات تضر بأنفسهم، وهي في الأساس محاولة للتكيف مع بيئة مؤلمة وغير صحية.
تتضمن هذه السلوكيات عادات ضارة، مثل: الإفراط في تناول الطعام أو فقدان الشهية، أو تعاطي المخدرات أو الكحول، أو إهمال الرعاية الصحية.
هذه السلوكيات هي في الواقع صرخة استغاثة، محاولة للتخفيف من الألم النفسي العميق الذي يعانون منه.
ضياع الذات
تعتبر تجربة العلاقة مع شخص نرجسي تجربة مدمرة للهوية الذاتية، إذ يتلاعب النرجسي بضحاياه بطرق خفية، مما يؤدي إلى تآكل ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التفكير بشكل مستقل.
يجد الضحايا صعوبة في التمييز بين معتقداتهم ورغباتهم وبين تلك التي يفرضها عليهم النرجسي، ويؤدي ذلك إلى شعور بالفراغ والضياع، وكأنهم فقدوا جزءًا أساسيًا من أنفسهم.
صعوبة وضع الحدود
من الشائع أن يواجه المصابون بمتلازمة الضحية النرجسية صعوبة كبيرة في وضع حدود شخصية والحفاظ عليها، وذلك بسبب عدة عوامل مثل:
- تدمير القوة الداخلية: تهدف الإساءة النرجسية إلى تدمير ثقة الضحية بنفسه وقدرته على اتخاذ القرارات، وهذا يجعله يشعر بعدم القوة والقدرة على مقاومة رغبات الآخرين.
- غياب النموذج: غالبًا ما ينشأ ضحايا الإساءة النرجسية في بيئات عائلية تفتقر إلى الحدود الواضحة، أو يكون الآباء أو الأوصياء أنفسهم نرجسيين، مما يعني أن الطفل لم يشهد نموذجًا صحيًا للحدود ولم يتعلم كيفية وضعها واحترامها.
- الخوف من العواقب: يخشى الضحية من رد فعل النرجسي إذا حاول وضع حدود، مما يدفعه إلى التراجع والتنازل عن حقوقه.
القلق والاكتئاب
من الآثار الجانبية الشائعة لمتلازمة ضحية النرجسي هي الشعور بالقلق والاكتئاب، فيعيش الضحية في حالة من اليقظة المستمرة، متوقعًا الهجوم التالي من النرجسي.
يؤدي هذا التوتر المستمر إلى اضطرابات في النوم، وصعوبة في التركيز، وزيادة في القلق.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الانتقادات المستمرة والإهانات التي يتعرض لها الضحية تزرع في نفسه الشعور باليأس والحزن والوحدة، ومع مرور الوقت تتفاقم هذه الأعراض وتؤثر بشكل كبير على جودة حياة الضحية.
استجابات تلقائية
عندما يواجه الإنسان تهديدًا، سواء كان جسديًا أو نفسيًا، فإنه يستجيب بشكل طبيعي بمحاولة الهروب من الموقف أو القتال للدفاع عن نفسه.
هذه الاستجابات هي آليات دفاعية طبيعية تساعدنا على البقاء، ومع ذلك في حالة الإساءة النرجسية، لا يكون للضحية خيار الهروب أو القتال، مما يدفعه إلى تجميد مشاعره أو الاستسلام.
هذه الاستجابات التلقائية هي محاولة من اللاوعي لحماية النفس من المزيد من الألم.
الأرق والتوتر المستمر
يعاني المصابون بمتلازمة ضحية النرجسي من مشاكل في النوم، مثل: الأرق، لفترة طويلة بعد انتهاء العلاقة.
يعود ذلك إلى التأثير العميق الذي تتركه الإساءة النفسية على الضحية، فالاستغلال العاطفي والنفسي المستمر يخلق حالة من التوتر والقلق المزمنين، مما يجعل من الصعب على الضحية الاسترخاء والنوم بشكل طبيعي.
يشبه هذا التوتر المستمر حالة التأهب الدائم، حيث يشعر الضحية وكأنه مستعد دائمًا لمواجهة تهديد محتمل.
الرابط المؤلم
يبدو الأمر متناقضًا، ولكن غالبًا ما يشعر الضحايا برباط قوي وعاطفي تجاه المسيء النرجسي.
هذا الرابط، الذي يُطلق عليه "الترابط الناتج عن الصدمة"، يتكون بمرور الوقت نتيجة للتلاعب المستمر والاعتماد المتزايد على المسيء.
يصبح الضحية معتمدًا على المسيء لتأكيد قيمته الذاتية وصحته العقلية، مما يجعل فكرة إنهاء العلاقة فكرة مخيفة ومؤلمة.
فقدان الثقة
يعاني ضحايا متلازمة ضحية النرجسي من مشكلة كبيرة في الثقة بالآخرين، فبعد أن تعرضوا للكذب والتلاعب بشكل مستمر، يصبحون حذرين ومتشككين في نوايا الآخرين.
يؤثر هذا الشك سلبًا على جميع العلاقات، سواء كانت رومانسية أو صداقات، ويجد الضحية صعوبة في تصديق ما يقوله الآخرون، ويبحث دائمًا عن دلائل خفية على الخداع أو الخيانة.
إيذاء النفس والانتحار
في بعض الحالات، يلجأ ضحايا الإساءة النرجسية إلى إيذاء أنفسهم أو التفكير في الانتحار، هذا السلوك المدمر هو محاولة يائسة للتخلص من الألم العاطفي الشديد الذي يعانون منه.
يشعر الضحية بأن إنهاء حياته هو الحل الوحيد للتخلص من المعاناة المستمرة.
تشويه الواقع
يعاني ضحايا الإساءة النرجسية بشكل شائع من ظاهرة تسمى "التلاعب بالنفس"، تدفع هذه الظاهرة الضحية إلى التشكيك في ذكرياته وأحاسيسه، مما يؤدي إلى تشويه الواقع.
يتساءل الضحية باستمرار: "هل أنا أبالغ في ردة فعلي؟"، أو "ربما كنت مخطئًا في تذكر تلك الحادثة". هذا التشكيك في النفس هو نتيجة مباشرة للتلاعب المستمر الذي تعرض له الضحية من قبل المسيء، والذي هدفه زرع الشكوك في ذهن الضحية وإقناعه بأنه هو من يتسبب في المشكلة.
إهمال الذات
بعد الخروج من علاقة مسيئة، يجد العديد من الضحايا صعوبة في تلبية احتياجاتهم الخاصة.
فبعد سنوات من إعطاء الأولوية لرغبات المسيء وتجاهل احتياجاتهم الخاصة، يصبحون غير قادرين على تحديد ما يحتاجونه حقًا.
يجدون صعوبة في التعبير عن احتياجاتهم أو حتى الاعتراف بها، وهذا النمط من السلوك يُعرف بإرضاء الآخرين، وهو نتيجة مباشرة للإساءة النرجسية، إذ تعلم الضحية أن أفضل طريقة لتجنب الأذى هي التضحية براحته.
الأعراض الجسدية
لا تقتصر آثار الإساءة النرجسية على الصحة النفسية والعاطفية فحسب، بل تمتد لتشمل الصحة الجسدية أيضًا.
يعاني المصابون بمتلازمة ضحية النرجسي مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية التي تبدو غامضة وغير مرتبطة بالإساءة في البداية، وتشمل الأعراض الشائعة:
- الصداع أكثر الأعراض شيوعًا، وغالبًا ينتج عن التوتر العضلي في الرأس والرقبة.
- صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب المستمر.
- فقدان الشهية أو زيادة الشهية بشكل غير طبيعي.
- مشاكل الجهاز الهضمي، مثل: الغثيان، والارتجاع الحمضي، وعسر الهضم، والإمساك أو الإسهال.
- آلام عضلية ومفصلية في مختلف أنحاء الجسم.
- مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل: ضيق التنفس، والشعور بضغط في الصدر.
المصادر
medicalnewstoday
choosingtherapy
تم اضافة الموضوع بواسطة : Heba Aboelneel
التحميل بصيغة ملف Word
التحميل بصيغة ملف PDF
تقييم الموضوع
شارك الموضوع