اكتئاب فصل الخريف: أسبابه وأعراضه وعلاجه بالتفصيل

المقدمة

ما مدى شيوع الاكتئاب الموسمي؟

ما أعراض اكتئاب الخريف؟

ما اسباب اكتئاب الخريف؟

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي؟

كيف يتم علاج الاضطراب العاطفي الموسمي؟

الوقاية من الاكتئاب الموسمي

المصادر

المقدمة

يلاحظ البعض الشعور بالاكتئاب والحزن الشديد مع اقتراب المواسم، وهو ما يُعرف بـ اكتئاب فصل الخريف أو الاكتئاب العاطفي الموسمي، وهناك علاجات فعالة تساعد على التخلص من اكتئاب الخريف واستعادة التوازن العاطفي.

يمكن أن يكون هذا الشعور أكثر من مجرد حزن موسمي عابر، فقد يكون دليلاً على اضطراب عاطفي موسمي.

يتزامن هذا الاضطراب النفسي مع تغير الفصول، ويؤثر بشكل كبير على المزاج والطاقة والاهتمامات اليومية، لنعرف أكثر عن تفاصيل هذا الاضطراب وأعراضه وأسبابه وكيفية علاجه، من خلال هذا المقال.

ما مدى شيوع الاكتئاب الموسمي؟

يعاني ما يقرب من 5% من سكان الولايات المتحدة من اضطراب مزاجي يتأثر بتغير الفصول، وهو ما يُعرف بالاضطراب العاطفي الموسمي.

ومن المثير للاهتمام أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب مقارنة بالرجال، إذ تصل نسبتهن إلى أربعة أضعاف.

كما أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الشمالية من الولايات المتحدة، مثل: ألاسكا ونيو إنجلاند، هم أكثر عرضة للإصابة به بسبب قلة التعرض لأشعة الشمس خلال فصل الشتاء.

يمكن أن يظهر هذا الاضطراب في أي مرحلة عمرية، ولكن غالبًا ما يبدأ في فترة المراهقة أو العشرينات.

ما أعراض اكتئاب الخريف؟

يعتبر الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) نوعًا من الاكتئاب مرتبطًا بتغير الفصول، وقد صنفته الجمعية الأمريكية للطب النفسي ضمن أنواع الاكتئاب الرئيسية.

الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب يمرون بتغيرات في مزاجهم وأعراض جسدية ونفسية، بما في ذلك:

- أعراض نفسية: شعور بالحزن واليأس معظم الوقت، وقلق، وفقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة، وصعوبة في التركيز، وشعور بانعدام القيمة، وأفكار انتحارية.

- أعراض جسدية: تغير في الشهية (زيادة أو نقص)، والوزن، وإرهاق شديد، واضطرابات في النوم (إفراط في النوم أو الأرق)، وشعور بثقل في الأطراف.

- أعراض سلوكية: انسحاب من الأنشطة الاجتماعية، وزيادة في العنف (في حالات الاضطراب الموسمي الصيفي).

ما اسباب اكتئاب فصل الخريف؟

رغم عدم وجود إجابة قاطعة حول سبب الاضطراب العاطفي الموسمي، إلا أن الباحثين يعتقدون أن نقص ضوء الشمس يلعب دورًا هامًا، وتشير النظريات إلى الأسباب التالية:

- تغير الساعة البيولوجية: يؤدي قلة ضوء الشمس إلى اضطراب الساعة البيولوجية الداخلية للجسم، المسؤولة عن تنظيم المزاج والنوم والهرمونات.

- اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ: ينخفض مستوى السيروتونين، الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالسعادة، بسبب نقص ضوء الشمس، مما يؤدي إلى الاكتئاب.

- نقص فيتامين د: يساهم فيتامين د في تنظيم مستوى السيروتونين، ونقصه بسبب قلة التعرض لأشعة الشمس يزيد من حدة الأعراض.

- زيادة الميلاتونين: يؤدي نقص الضوء إلى زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين، مما يسبب الشعور بالنعاس والخمول.

- الأفكار السلبية: تساهم الأفكار السلبية والقلق المرتبطين بفصل الشتاء في تفاقم الأعراض.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي؟

يعتبر اكتئاب فصل الخريف أكثر شيوعًا في فئة عمرية محددة، وهي الفئة العمرية التي تتراوح بين الثمانية عشر والثلاثين عامًا.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن الأفراد الذين تم تحديد جنسهم الأنثوي عند الولادة هم أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.

وهناك عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي، وهي كالتالي:

- وجود اضطرابات مزاجية أخرى، مثل: الاكتئاب الشديد أو الاضطراب ثنائي القطب.

- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي أو بأشكال أخرى من الاكتئاب، مثل: الاكتئاب الشديد أو الفصام.

- الأشخاص الذين يعيشون في مناطق بعيدة عن خط الاستواء، سواء شمالًا أو جنوبًا.

- العيش في مناطق تتميز بسماء غائمة معظم أيام السنة يزيد من خطر الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي، وذلك بسبب نقص التعرض لأشعة الشمس الطبيعية.

كيف يتم علاج الاضطراب العاطفي الموسمي؟

يعتمد علاج اكتئاب فصل الخريف على تقييم الحالة الصحية لكل فرد على حدة، لذلك، يضع الطبيب أو المتخصص في الصحة النفسية خطة علاجية مخصصة لكل حالة.

تتضمن هذه الخطة مجموعة من العلاجات، أو تركز على علاج واحد فقط، وتشمل الخيارات العلاجية الشائعة للاضطراب العاطفي الموسمي ما يلي:

- العلاج بالضوء: يستخدم في هذا النوع من العلاج مصباح خاص يصدر ضوءًا ساطعًا يشبه ضوء الشمس الطبيعي.

- العلاج السلوكي المعرفي: يركز هذا النوع من العلاج على تغيير أنماط التفكير والسلوك التي تساهم في الشعور بالاكتئاب.

- الأدوية المضادة للاكتئاب: يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للاكتئاب للمساعدة على تخفيف أعراض الاكتئاب المرتبطة بالاضطراب العاطفي الموسمي.

- قضاء الوقت في الهواء الطلق: يساعد التعرض لضوء الشمس الطبيعي على تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب.

- مكملات فيتامين د لتحسين الحالة المزاجية.

كيف يعمل العلاج بالضوء وكيف يتم استخدامه؟

العلاج بالضوء هو تقنية علاجية تعتمد على التعرض لضوء ساطع بشكل مصطنع، يشبه ضوء الشمس الطبيعي.

يتم استخدام مصابيح خاصة لهذا الغرض، وهي مصممة لتوفير ضوء شديد السطوع بنسبة تصل إلى 20 ضعف سطوع الإضاءة الداخلية العادية، يبلغ متوسط شدة الضوء المطلوب للعلاج حوالي 10000 لوكس.

عند استخدام المصباح، يجب تجنب النظر مباشرة إلى الضوء، وبدلاً من ذلك يجب أن يكون التعرض للضوء غير مباشر.

و يفضل وضع المصباح على مسافة تتراوح بين قدمين وثلاثة أقدام أثناء ممارسة الأنشطة اليومية، مثل: القراءة أو تناول الطعام أو العمل.

أثبتت الدراسات أن استخدام العلاج بالضوء في الصباح يحقق أفضل النتائج، بينما يؤدي استخدامه في وقت لاحق من اليوم إلى اضطرابات في النوم.

ويوصي معظم الأطباء بالتعرض للضوء لمدة تتراوح بين 15 و30 دقيقة يوميًا.

هل العلاج بالضوء آمن للجميع؟

بشكل عام، يعتبر العلاج بالضوء آمنًا ومعظم الأشخاص يتحملونه جيدًا، ومع ذلك هناك بعض الحالات التي قد تجعل هذا العلاج غير مناسب، ومنها:

مرضى السكري واعتلال الشبكية: يجب توخي الحذر الشديد عند استخدام العلاج بالضوء، إذ يتسبب في تلف الشبكية.

المتعاطون لبعض الأدوية، مثل: المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب، وذلك لأنها تزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس.

مرضى الاضطراب ثنائي القطب: يؤدي الجمع بين العلاج بالضوء ومضادات الاكتئاب إلى تفاقم أعراض الهوس.

ما هي الآثار الجانبية المحتملة للعلاج بالضوء؟

على الرغم من أن علاج اكتئاب فصل الخريف بالضوء آمن بشكل عام، إلا أنه يسبب بعض الآثار الجانبية الشائعة مثل:

- إجهاد العين.

- الشعور بالإرهاق والتعب في الجسم.

- آلام في الرأس.

- صعوبة في النوم.

- الشعور بالعصبية والانفعال.

ما هي مضادات الاكتئاب التي تساعد على علاج الاضطراب العاطفي الموسمي؟

تعمل هذه الأدوية على تنظيم مستويات الناقل العصبي السيروتونين في الدماغ، مما يساهم في تحسين الحالة المزاجية وتخفيف أعراض الاكتئاب.

أحد الأنواع الشائعة من مضادات الاكتئاب المستخدمة لعلاج الاضطراب العاطفي الموسمي هي مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).

تعمل هذه الأدوية على زيادة تركيز السيروتونين في الدماغ، مما يساعد على تحسين المزاج وتقليل القلق.

ومن الأمثلة الشائعة على مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية المستخدمة في علاج الاضطراب العاطفي الموسمي:

- فلوكستين (بروزاك).

- إسكيتالوبرام (ليكسابرو).

- باروكستين (باكسيل، بيكسيفا).

- سيرترالين (زولوفت).

- سيتالوبرام (سيليكسا).

الوقاية من الاكتئاب الموسمي

يصعب الصعب منع حدوث نوبة اكتئاب فصل الخريف الأولى، ولكن بمجرد تشخيص حالتك، يمكنك اتخاذ العديد من الخطوات لتقليل فرص عودتها أو تخفيف شدتها، وإليك بعض النصائح التي تساعدك:

- البدء في استخدام  العلاج بالضوء مبكرًا، قبل ظهور أعراض الاضطراب، أي في بداية فصل الخريف. 

- قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق كل يوم، حتى لو كان الجو غائمًا.

- تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم؛ تجنب الأطعمة المصنعة والسكريات المفرطة، وركز على الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن.

- خصص وقتًا لممارسة الرياضة بانتظام، لمدة لا تقل عن 30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع..

- تواصل مع الأصدقاء والعائلة بانتظام.

المصادر

clevelandclinic

health