فوائد الصيام النفسية .. منها تخفيف القلق والاكتئاب وتقوية الذاكرة

دليل الموضوع

المقدمة

فوائد الصيام النفسية

نصائح للحفاظ على فوائد الصيام النفسية

المصدر

المقدمة

الانضباط الذاتي والتعاطف والرحمة من أهم فوائد الصيام النفسية، والتي تُساهم بشكل كبير في تحسين الرفاهية وتعزيز الحالة المزاجية.

فرمضان ليس مجرد شهر للصيام عن الطعام والشراب، بل هو رحلة روحية وفِي نفس الوقت نفسية نحو السكينة والارتقاء.

وفي هذا المقال، سنغوص في رحلة لاستكشاف القيم العاطفية والفوائد النفسية، التي يزخر بها شهر رمضان المبارك.

فوائد الصيام النفسية

يعتبر الصيام مفيدًا للصحة الجسدية والعقلية، ووفقًا للدكتور روني تري ويراستو، المتخصص في الطب النفسي، فإن هناك العديد من الأمور التي يمكن أن تساهم في تقليل التوتر، ومنها الصيام.

كما أن تناول الطعام بشكل منتظم يؤثر  أيضًا على طريقة التفكير ويجعلها أكثر انتظامًا.

وفيما يلي، نذكر أهم فوائد الصيام النفسية:

الانضباط الذاتي

يُعدّ شهر رمضان فرصة ذهبية لممارسة الانضباط الذاتي، تلك القيمة العظيمة التي تُشكّل أساسًا للتطور الشخصي والارتقاء الروحي.

يقتضي الصيام الإمساك عن الطعام والشراب من الفجر إلى غروب الشمس، ويتطلب الصوم تنمية ضبط النفس والقدرة على مقاومة دوافعنا.

كما أنه يعزز الانضباط من خلال تحسين المستوى الروحي، وزيادة الأعمال الصالحة في رمضان، والذي يُساهم في تنمية الانضباط الذاتي لدى المسلم.

التعاطف والرحمة

يُعدّ شهر رمضان فرصة استثنائية لتنمية مشاعر التعاطف والرحمة في قلوبنا.

فمن خلال الصيام ومشاركة الطعام مع الفقراء والمحتاجين، نُدرك معنى الجوع ونُحسّ بمشاعر إخواننا الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة.

تعزيز الإرادة

يتطلب الصيام قدرة عقلية قوية وقدرة على مقاومة رغبات الشهوة الفورية لتحقيق أهداف طويلة الأجل. وعند النجاح في هذا التحدي الصعب، فمن الممكن أن تشعر بشعور قوي بالرضا والإنجاز الشخصي، وهذا يزيد من قدرتك على تعزيز الإرادة وتحقيق المزيد من النجاحات.

تعزيز الصحة العقلية

أثناء الصيام، يحدث تدفق مواد أقل سمية في جسمك عبر الدم والجهاز اللمفاوي؛ وذلك يسهل عملية التفكير.

عندما تصوم، تتوفر الطاقة التي يستخدمها الجسم للهضم للاستخدام من قبل الدماغ.

قد لا تلاحظ هذا التغيير العقلي في الأيام الأولى من الصيام، حيث يحتاج جسمك إلى وقت للتكيف.

كما يمكن أن تشعر ببعض الصداع أو نقاط الألم في البداية.

ومع ذلك، عندما يتخلص جسمك من السموم، يمكن للدماغ الوصول إلى مجرى دم نظيف، مما يؤدي إلى تحسين الوضوح العقلي، والذاكرة، وزيادة حدة حواسك.

تأثير الصيام على وظائف الدماغ مع تقدم العمر

تُشير بعض الدراسات إلى أن الصيام المتقطع، يُساهم في تحسين جوانب معينة من وظائف الدماغ مع تقدمنا في السن، مثل: الضعف الإدراكي المعتدل ( MCI ) الذي يُعدّ المرحلة التي تسبق الخرف.

وأُجريت دراسة حول تأثير الصيام المتقطع على الضعف الإدراكي، شملت ثلاث مجموعات من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق، والذين يعانون ضعف إدراكي خفيف.

اتبعت إحدى المجموعات الصيام المتقطع مرتين في الأسبوع من شروق الشمس إلى غروبها كجزء من ممارساتها الدينية، بينما اتبعت المجموعة الثانية الصيام بشكل أقل، ولم تصوم المجموعة الثالثة على الإطلاق.

وبعد 3 سنوات، أظهرت النتائج أن:

• 25% من الأشخاص في مجموعة الصيام المنتظم لم يعودوا يعانون من ضعف إدراكي.
• 14% من الأشخاص في مجموعة الصيام العرضي لم يعودوا يعانون من ضعف إدراكي.
• أقل من 4% من الأشخاص في المجموعة غير الصائمة لم يعودوا يعانون من ضعف إدراكي.
• وأظهرت مجموعة الصيام المتقطع أداءً أفضل في المهام المعرفية.
• فقد الصائمون المنتظمون وزنًا أكبر، وحسّنوا معدلات التمثيل الغذائي لديهم.
• اختلفت العوامل الاجتماعية للمشاركين في مجموعة الصيام المتقطع عن المجموعات الأخرى.
• أظهر المشاركون الذين يصومون بانتظام مستويات أعلى من الإنزيم الذي يحمي من تلف الخلايا.
• أظهروا زيادات في الكيتونات، وهي الوقود الذي يحرقه جسمك من مخازن الدهون خلال فترات الصيام.

تأثير الصيام على الذاكرة

أظهرت دراسات على القوارض أن الصيام المتقطع، يُعزّز قدرة الحيوانات على تكوين خلايا دماغية جديدة في منطقة الحصين، وهي عملية تُعرف باسم تكوين الخلايا العصبية الحصينية.

وتلعب هذه العملية دورًا هامًا في بعض جوانب الذاكرة، مما دفع العلماء إلى دراسة تأثيرها على البشر.

نتيجةً لذلك، تمّت دراسة تأثير الصيام المتقطع على الذاكرة البشرية في دراسة صغيرة، شملت أشخاصًا تتراوح أعمارهم بين 35 و75 عامًا يعانون زيادة الوزن.

اتبع المشاركون إما نظامًا غذائيًا قياسيًا مقيد السعرات الحرارية، أو نظام صيام متقطع لمدة 4 أسابيع.

أظهرت كلتا المجموعتين تحسنًا في فصل الأنماط، وهي عملية تُساعد الدماغ على التمييز بين الذكريات المتشابهة.

في المقابل، أظهرت مجموعة الصيام المتقطع أداءً أسوأ في اختبارات ذاكرة التعرف.

ونستنتج من ذلك، أن تقليل السعرات الحرارية يساعد على تحسين أنواع الذاكرة، التي تعتمد على تكوين الخلايا العصبية في الحصين.

تحسين المزاج والتنظيم العاطفي في رمضان

يُعدّ شهر رمضان فرصة مميزة لتحسين المزاج والتنظيم العاطفي، وذلك من خلال زيادة الوعي بواقع الحياة وتعزيز السلام الداخلي.

إذ يمنحنا الصيام فرصة للتأمل والتواصل مع الله، مما يساعدنا على فهم أفضل لواقع الحياة، ويُعزز شعورنا بالسلام الداخلي.

والإكثار من الصلاة وذكر الله وقراءة القرآن؛ تُقرّبنا من الله وتُحسّن مشاعرنا وتُعزّز شعورنا بالرضا.

كما أن الصيام يحسن التنظيم العاطفي، ورعاية الذات، وذلك من خلال:

• التأمل في حياتنا الروحية والعاطفية، مما يساعدنا على فهم أفضل لمشاعرنا، والتعبير عنها بطريقة صحية.
• التركيز على ما لدينا من نعم، والشعور بالرحمة تجاه الآخرين، يُحسّن من مشاعرنا ويُعزّز شعورنا بالسعادة.

• تغيير عاداتنا الغذائية؛ مما يُساعد على تجديد مستويات الطاقة لدينا وتحسين مزاجنا.

نصائح للحفاظ على فوائد الصيام النفسية

يُعدّ شهر رمضان فرصة عظيمة لتحسين صحتنا الجسدية والنفسية، ولكن مع تغير روتينك اليومي، قد نواجه بعض التحديات التي تُؤثّر على صحتك النفسية.

فيما يلي، بعض النصائح للحفاظ على صحة نفسية إيجابية خلال شهر رمضان:

1. التغذية السليمة:

• تناول وجبات صحية غنية بالعناصر الغذائية الأساسية.
• تجنب الإفراط في تناول الطعام، خاصةً في وجبة الإفطار.
• شرب كمية كافية من الماء.
• تجنب الأطعمة المُصنّعة والسكريات.

2. النوم الكافي:

• الحصول على قسط كافٍ من النوم (7-8 ساعات) للحفاظ على الطاقة والتركيز.
• أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار.

3. الاسترخاء والتفكير:

• تخصيص وقت للاسترخاء والتفكير والتأمل.
• ممارسة تمارين التنفس العميق أو اليوغا.
• قراءة القرآن الكريم أو الاستماع إلى الأذكار.

4. التواصل الاجتماعي:

• التواصل مع العائلة والأصدقاء بانتظام.
• المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والفعاليات الخيرية.
• مساعدة المحتاجين.

المصدر

zoe.com

sema-sy.org