كن أميناً مع نفسك إذاكنت مخطئاً سلم بخطئك

دليل الموضوع

يجب ان تشعر الآخرين بأهميتهم

استخدم النقد الذاتي (اعترف بخطئك)

كن اميناً مع نفسك

يجب ان تشعر الآخرين بأهميتهم

ذات يوم قابلت شرطياً ممتطى صهوة حصانه في المنتزه؛ وكان من المغرمين بإظهار سلطتهم؛ فوجه إليّ تأنيباً قاسياً: 'ما الذي تقصده بتركك الكلب طليقاً في المنتزه ألا تعلم أن هذا مخالف للقانون هنا

فأجبته بهدوء: نعم: أعلم ذلك؛ لكنني لا أظن أنه سيتسبب في إضرار أحد

قال الشرطي: ألا تعرف أن القانون لا يعرف الظنون وهذا الكلب قد يقتل سنجابا أو يعض طفلاً سأغفر لك هذه المرة؛ ولكن إذا أمسكت بالكلب دون طوق أو كمامة

فإن الأمر سيصل إلى القاضي.

وبكل اعتدال وعدته بالطاعة وأطعته فعلًا إلا أن ركس لا يحب الطوق أو الكمامة ولا راق لي أيضاً فقررنا أن نغامر مرة أخرى ولفترة كان كل شيء جميلاً؛ لكن لم يمض وقت حتى وقعنا في مأزق فقد كنا نتسابق أنا وركس فوق سفح أحد التلال، فإذا بي أمام حامي حمى القانون وحصانه منفرج الساقين وكان ركس في مواجهة الشرطي ووقعت في ورطة فلم أنتظر حتى يبدأ الحديث وتصرفت بعجل قلت له : أيها الشرطى أنا مذنب لقد ضبطتني متلبساً بالجريمة ليس لي عذر لقد حذرتني في الأسبوع الماضي من مثولي أمام القاضي   إذا أحضرت الكلب دون طوق أو كمامة ولكنني لم أستجب .

رد الشرطي بنبرة هادئة: إن رؤيته وهو منطلق فيه إغراء لا تستطيع مقاومته أجبت: من الموكد أنه إغراء ولكنه ضد القانون قال: "حسناً" إن كلباً صغيراً مثل هذا لن يضر أي إنسان

قلت: ولكنه ربما قتل سنجاباً، فقال لي: حسناًء أنت تأخذ هذا الأمر بقليل من الجدية سأرشدك على ما تفعله أتركه يلعب فوق التل حيث لا يمكنني رؤيته وانسَ ما يتعلق به.

هذا الشرطى لأنه إنسان أراد أن يشعر بأهميته واعتباره وعندما بدأت في لوم نفسي أمامه، تراجع فالوسيلة التي يمكن ان يقوى بها احترامه لذاته أن يتخذ موقف الرجل رحب الصدر الرحيم.

لكن افترض أننى حاولت الدفاع عن نفسي، حسناً هل جادلت شرطياً من قبل؟

طبعا أنت تعرف النتيجة. فإننى بدلاً من الصدام معه، اعترفت بسرعة وعلانية وبحماس.

استخدم النقد الذاتي (اعترف بخطئك)

إن فرصة النجاح تزيد على مائة إلى واحد إذا استخدمنا موقفاً كريماً ومتسامحاً إن هذا الأسلوب يقلل من أخطائك.

لقد استخدم فرديناند وارين هذا الاسلوب، وهو أحد البارعين فى اكتساب رضا أحد المشترين للقطع الفنية وكان رديء الطبع سليط اللسان.

قال مستر وارين وهو يروى تلك القصة:

من المهم عند عمل رسومات لأغراض الإعلان والنشر أن تكون دقيقة ومنضبطة لكن بعض العملاء يطلب تنفيذ إعلاناتهم على الفور وفى تلك الحالات قد يحدث أن تقع أخطاء بسيطة فأنا أعرف أحد مخرجى الإعلانات وهو ممن ينتشون لاكتشاف الأخطاء الصغيرة وأترك مكتبه فى أغلب الأحيان مشمئزاً ليس بسبب النقد الذى يوجهه ولكن بسبب أسلوب الهجوم والتسفيه ومنذ فترة قصيرة سلمته عملاً عاجلاً طلبه منى ولكنه طلبنى تليفونياً فتوجهت إلى مكتبه فى الحال وعندما وصلت كان عدوانياً كما توقعت سألنى عن الأخطاء التى ارتكبتها ووجدت الفرصة مناسبة لاستخدام النقد الذاتي

 ومن ثم قلت له: سيدي إذا كان ما تقوله حقيقياً فأنا مخطئ تماماً وليس هناك عذر لوقوع هذا الخطأ لقد عملت فى هذا النوع من الرسوم فترة طويلة تجعلنى أؤدي عملى بشكل أفضل أنا خجلان من نفسي وعلى الفور بدأ يدافع عنى. نعم انت محق، ولكن هذا الخطأ ليس خطيراً إنه فقط..

قاطعته: ربما يكون مكلفاً وربما اًثار الغضب كما يجب ان أكون أكثر عناية بدأ يقطع حديثى ولكنى لم اتركه يفعل ذلك ولأول مرة في حياتي انتقد نفسي وقد سرني ذلك. واكملت حديثي كما يجب ان اكون أكثر حرصاً من ذلك أنت تمنحني فرص عمل كثيرة، فمن حقك على أن أبذل أقصى جهد لذا ساعيد الرسم من بدايته كله.

اعترض قائلاً: كلا كلا لا أريد أن اتعبك إمتدح عملى واكد لى أن كل ما يريده منى هو تغيير بسيط فقط وأن الخطأ الذي ارتكبته لم يكلف الشركة أى تكاليف وقال لى وفق كل ذلك هى مجرد تفصيلات لا تستحق مثل هذا القلق إن مبادرتى للنقد الذاتى حسمت كل الخلاف عنده. وانتهى الأمر بان دعانى لتناول الغداء معه وقبل ان نفترق كلفنى بعمل اًخر.

كن اميناً مع نفسك

ماذا يمكن أن تقول لرجل يعاملك بهذا الشكل؟ عندما نكون على صواب دعنا نجتذب الناس إلى وجهة نظرنا ولأسلوبنا فى التفكير بلطف ولباقة وعندما نكون مخطئين وكثيراً ما نكون كذلك فلنكن امناء مع أنفسنا فلنعترف بأخطائنا دون تردد وهذا الاعتراف لن يؤدى إلى نتائج مذهلة فحسب بل يزداد عليه المتعة التي لن تشعر بها وانت تحاول تبرئة نفسك وإنكار أخطائك.

تذكر المثل القديم: بالشجار لن تحصل على شيئ ولكن باللين تحصل على أكثر مما كنت تتوقع.

وهكذا إذا ارتدت ان تكتسب الناس إلى أسلوب تفكيرك القاعدة الثالثة: إذا كنت مخطئاً اعترف بخطئك.

المصدر: كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس