مقتطفات
تحميل الموضوع ملف ورد
تحميل الموضوع ملف PDF
تابعنا على اخبار جوجل
موزار الموسيقى الذي اعتراه الجوع ومات من الفقر
السبت, 20 08 2022
وقت القراءة( 4 )دقيقة
مشاهدات :666
ولد في 27يناير 1756 وتبدت مظاهر نبوغه الموسيقى وهو فى الثالثة وبدا يؤلف ألحانا وهو فى الرابعة وعزف امام الجمهور وهو في الخامسة ونشر اول انتاج له وهو في السادسة .
حياته
اغانى لحنها فقراء
عمله ومؤلفاته
حياته فى سطور
:
ولد في 27يناير
1756 وتبدت مظاهر نبوغه الموسيقى وهو فى الثالثة وبدا يؤلف ألحانا وهو فى الرابعة وعزف امام الجمهور
وهو في الخامسة ونشر اول انتاج له وهو في السادسة .
قام بجولات فى
اوروبا استغرقت سنوات طويلة عزف خلالها على أعظم مسارحها كما تتوفر فى أثنائها على الدرس
والتأليف.
اعجب به
امبراطور النمسا " فرانسيس الاول " الى درجة انه كان يجلس الى جواره
وينصت فى شغف الى عزفه ويسميه " ساحرى الصغير "
بالغت القطع
المتفرقة التى الفها 626 قطعة .
ظهرت اشهر
أوبراته فيما بين سنتى 1785 و1787
كتب في آخر
اًعوام حياته طائفة من اًروع انتاجه
تزوج فى سنة 1782 من " كونستانزا ويبر" ولم
تكن ربة بيت فظل يعيش منذ زواجه حتى وفاته غارقاً فى الديون.
توحى الاشاعات بان الموسيقى الايطالى " انتونيو
سالييرى " دس له السم لفرط غيرته منه . ولكن المرجح انه مات تحت وطاة
التيفويد والسل مجتمعين .
كانت وفاته فى 5 ديسمبر سنة 1791 وهو بعد فى الخامسة
والثلاثين .
وبالرغم من عظمته الموسيقية وما خلف اًثار خالدة الا انه
دفن فى مقابر الفقراء .
وقد كان موزار من الفقر حيث لم يكن قادراً على شراء
الخشب الذى يدفئ بناره الحجرة الحقيرة التى كان يعيش فيها ... فكان يعمد الى دس
يديه فى جورب من الصوف كى يستدفئ ويقوى على وضع موسيقاه التي جعلت اسمه في المشاهير
.
وقد مات موزار بمرض السل وهو فى الخامسة والثلاثين من
عمره ، بعد أن تضاءلت حيويته بفعل البرد المستمر ، والجوع ، ونقص التغذية ...
وبلغت تكاليف جنازته الباعثة على الرثاء نحو 12 شلناً ونصف ولم يشيع جنازته غير
ستة أشخاص فقط ساروا وراء النعش الذى ثوى فيه ... وحتى هؤلاء الستة اضطروا لان
يعودوا أدراجهم حين أخذ المطر ينهمر بشدة .
أغنيات
عالمية ... عاش ملحنوها فقراء .
وعلى ذكر موزار والفاقة التي عاناها نوابغ الموسيقى يقول
كارنجي حدثني " هارولد ستانفورد " الذي كان الصديق الحميم "لفيكتور
هربرت" بأن فيكتور عندما رحل إلى
أمريكا للمرة الاولى ، عانى من الفقر الأمرين ، الى درجة أنه لم يكن يملك أحياناً
غير قميص واحد ... فكان كلما اتسخ ذلك القميص " اليتيم " يضطر الى النوم
فى الفراش ريثما تغسله زوجته وتكويه.
وأنا أذكر الاغنية التى كنا جميعا نرددها فى باكورة أيام
الحرب العالمية الاولى ، وهى الاغنية التى مطلعها " ان الطريق طويل ، طويل
الى تيباريرى " وقد كانت من أكثر الاغانى التى وضعت عن الحرب ذيوعاً بين
الناس ومع ذلك فان راضعها وهو " جاك جادج" كان يدير سوقا للسمك فى
النهار ويعمل ممثلا فى الليل ليتمكن من أن يعيش .
ومن أشهر الاغانى التى لحنت فى العصر الحديث اغنية حبال
من الفضة وسط الدهب " وقد لحنها " هارت دانكس" كعربون للحب قدمه
الى زوجته ، وباعها للناشر بثلاثة جنيهات فقط... ثم تشاجر بعدئذ مع زوجته وافترقا
حتى مات هو منذ حوالى خمسة وثلاثين عاما فقيراً وحيداً فى
منزل حقير ... وعلى منضدة بجوار الفراش
الذى مات عليه وجدت ورقة تحمل هذه الكلمات " ما أشق أن تتقدم فى السن
وحيداً".
كذلك من اشهر المقطوعات الموسيقية وأكثرها ذيوعا فى
العالم ، مقطوعة كتبها ابن جزار . ومن داعى الدهشة أنها لحنت بين حظائر الحيوانات
فى قرية " سبيلفيل" وهذه المقطوعة تسمى " هيوموريسك " وانه
ليندر أن تنقضى ساعة من ساعات النهار أو الليل دون ان تعزف هذه المقطوعة فى مكان
ما من العالم .
وواضع المقطوعة بوهيمى يدعى " انطون دفوراك "
وقد رحل الى امريكا وهو فى الخمسين فى عمره ولكنه لم يطق تحمل صخب نيويورك
وضوضائها فعاش ردحاً من الزمن فى " سبيلفيل" وهى قرية بسيطة ليس فيها أى
مرفق من مرافق المواصلات ولا شارع واحد مرصوف الى يومنا هذا ومع ذلك فأثناء اقامته
هناك كتب " دفوراك " جزءاً من لحنه الذى أطلق عليه " سيمفونية
" العالم الجديد " وهو يعتبر من
اجمل وأمتع الالحان التى وضعها انسان .
ولما كان قد
لحنه فى حقول الحنطة فى تلك القرية فقد فكر " دفوراك " وقتا ما فى أن
يسميه " سيمفونية سبيلفيل"
يصنع السجق.. ويؤلف الالحان
وقد ولد " دفوراك " لاثنين وتسعين
عاما خلت فى قرية صغيرة فى بوهيميا النائية وبعد أن نال قسطاً ضئيلا جدا من
التعليم كان عليه ان يعمل ساعات طويلة فى محل جزارة والده. ولكن أثناء صنعه "
السجق" كانت الالحان تتجاوب فى خياله ، وفيما هو يقطع شرائح الخنازير كانت الأغاني تتماوج في قلبه وعليه فقد ترك محل الجزارة و
ذهب الى "براغ " ليتعلم الموسيقى ولكن اين المال ؟ لم يكن معه من النقود
سوى بنسات قليلة كان يجمعها بين حين و آخر من العزف على الكمان فى الشارع .
و بلغت به الفاقة حدا اضطر معه الى أن يقطن
فى حجرة فوق سطح أحد المنازل فى حى من أفقر أحياء المدينة ورغم ضآلة ايجار تلك
الحجرة فانه لم يستطع أن يستقل بها بمفرده فشاركه فى الاقامة فيها خمسة آخرون من
الطلبة .
وكانت الغرفة شديدة البرودة فى الشتاء ومن فرط
الجوع اعترى الهزال جسمه اذ كان يفوت عددا من وجبات الطعام ليوفر قيمه ايجار حطام
بيانو قديم ،بلغ منه التحطيم أن بعض مفاتيحه ما كانت تخرج صوتا على الاطلاق و الى ذلك البيانو ، و فى تلك
الغرفة الباردة الكئيبه ، جلس "دفورك" فوضع كثيرا من الالحان الجميلة
التى لم يستطع حتى مجرد تدوينها ،ولماذا ؟ لانه لم يكن يملك من النقود مايشترى به
الورق الذى يسجلها عليه ، فكان يعمد احيانا الى التقاط الورق المهمل الملقى فى
الشارع فيدون عليه موسيقاه .
و
برغم ذلك فينبغى أن لا نبالغ فى الشعور بالاسى على "دفوراك" فان فقره
ساعد مساعدة فعالة على شحد عبقريته.. واذا استمعت الى مقطوعته المسماة "
هيوموريسك " فحاول أن تكتشف فيها ذلك الجمال الروحانى ، والرقة ، وشتى
المشاعر التى سجلها رجل تألم وقاسى كثيراً رجل كافح واحتمل البرد والجوع .... رجل
ذاق مرارة الحياة وسير اغوار اليأس.
المصدر: كتاب الخالدون 25 ديل كارنجي
تم اضافة الموضوع بواسطة : Beso Mustafa
التحميل بصيغة ملف Word
التحميل بصيغة ملف PDF
تقييم الموضوع
شارك الموضوع