ما هو التسمم السُّجقي؟.. الأسباب والأعراض والعلاج

دليل الموضوع:

المقدمة

متى تظهر أعراض التسمم السجقي؟

أسباب التسمم السُّجقي

تشخيص وعلاج التسمم السجقي

الوقاية من التسمم السجقي

المصدر

المقدمة

التسمم السجقي Botulism "التسمم الممباري" مرض خطير، وربما مميت، لا ينتقل من شخص لآخر، ناتج عن تناول سموم عصبية قوية (البوتولينوم) تنتجها بكتيريا موجودة في الطعام الملوث.

تتواجد بكتيريا "كلوستريديوم بوتولينوم" المسببة للتسمم في البيئة، وتنتج أبواغ مقاومة للحرارة، تنبت هذه الأبواغ وتنمو وتفرز سموم البوتولينوم، في ظروف معينة، مثل نقص الأكسجين.

تدخل هذه السموم إلى الجسم عن طريق تناول أطعمة ملوثة، والتي عادةً تكون معالجة بشكل غير صحيح.

ما أعراض التسمم السجقي؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟ إليك الإجابة على ذلك، في السطور التالية.

متى تظهر أعراض التسمم السجقي؟

تظهر الأعراض عادةً في غضون 12 إلى 36 ساعة، بحد أدنى من 4 ساعات إلى 8 أيام كحد أقصى، ومعدل حدوث المرض منخفض، لكن معدل الوفيات مرتفع دون علاج فوري، ويصبح مميتًا في 5 إلى 10٪ من الحالات.

تهاجم سموم البوتولينوم، المُنتجة من بكتيريا "كلوستريديوم بوتولينوم"، الجهاز العصبي مسببة شللًا رخوًا تنازليًا، وتشمل الأعراض المبكرة، ما يلي:

• تعب شديد.
• ضعف.
• دوار.
• عدم وضوح الرؤية.
• جفاف الفم.
• صعوبة البلع والتحدث.

وتتمثل الأعراض الأخرى المحتملة، ما يلي:

• قيء.
• إسهال.
• إمساك.
• انتفاخ البطن.
• ضعف في الرقبة والذراعين.
• شلل عضلات الجهاز التنفسي.
• شلل عضلات الجزء السفلي من الجسم.

أعراض التسمم الوشيقي عند الرضع

يختلف التسمم الغذائي عند الرضع عن ذلك عند البالغين والأطفال الأكبر سنًا، حيث ينتج عن بكتيريا المطثية الوشيقية التي تنمو في أمعاء الرضع وتنتج سمومًا.

بينما، ينتج التسمم الغذائي عند البالغين عن تناول طعام ملوث بسموم موجودة مسبقًا.

يُعتقد أن العسل الملوث هو مصدر شائع للتسمم الغذائي عند الرضع، وذلك لعدم قدرة أمعائهم على مقاومة نمو بكتيريا المطثية الوشيقية.

وتشمل أعراض التسمم الوشيقي:

1.     الإمساك.

2.     فقدان الشهية.

3.     الضعف.

4.     بكاء غير طبيعي.

5.     فقدان السيطرة على الرأس.

أسباب التسمم السُّجقي

بكتيريا البوتولينوم، بكتيريا لاهوائية، أي تنمو فقط في بيئة خالية من الأكسجين، مثل: التربة، ومياه الأنهار، والبحر، تنتج سمومًا قاتلة تُسمى سموم البوتولينوم.

أولًا التسمم الغذائي

تنمو بكتيريا البوتولينوم وتنتج السموم في الطعام قبل تناوله، يحدث ذلك غالبًا في الأطعمة، بالخصائص التالية:

1.     ذات المحتوى المنخفض من الأكسجين.

2.     المخزنة في درجات حرارة معينة.

3.     المعالجة بشكل غير مناسب.

4.     المعلبة في المنزل.

5.     المعبأة في زجاجات في المنزل.

والأطعمة التالية، هي الأكثر عرضة لخطر التسمم:

1.     الخضروات المحفوظة منخفضة الحموضة،مثل الفاصولياء الخضراء، والسبانخ، والفطر، والبنجر.

2.     الأسماك المعلبة، والمخمرة، والمملحة، والمدخنة.

3.     منتجات اللحوم، مثل: لحم الخنزير، والنقانق.

وتوجد أنواع أخرى من التسمم الغذائي، مثل:

1. التسمم الغذائي المنقول بالماء:

يحدث هذا النوع من التسمم عند شرب الماء الملوث بمواد سامة موجودة مسبقًا.

على الرغم من أن معالجة المياه المعتادة، مثل: الغليان أو التطهير بمحلول مبيض الهيبوكلوريت 0.1٪، فعّالة في القضاء على هذه السموم، إلا أن الخطر ما زال موجودًا.

2. التسمم الغذائي ذو المنشأ غير المحدد:

يصيب هذا النوع عادةً البالغين، حيث يصعب تحديد مصدر الغذاء أو الجرح المسبب للتسمم.

وتشبه أعراضه تسمم الرضع، والتي تحدث نتيجة لتغير الفلورا المعوية الطبيعية بعد العمليات الجراحية، أو العلاج بالمضادات الحيوية.

ثانيًا التسمم بالجروح

التسمم بالجروح حالة نادرة، لكنها خطيرة تحدث عندما تدخل البكتيريا إلى جرح مفتوح وتنمو في بيئة لا هوائية (بدون أكسجين).

تشبه أعراض التسمم بالجروح، التسمم الغذائي، لكن تستغرق ما يصل إلى أسبوعين لكي تظهر، وتشمل الأعراض ما يلي:

• الحمى.
• القشعريرة.
• التعب.
• آلام العضلات.
• الغثيان.
• التقيؤ.
• الإسهال.
• احمرار وتورم الجرح.
• صديد يتدفق من الجرح.
• رائحة كريهة من الجرح.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة:

1.     متعاطي المخدرات: خاصةً حقن الهيروين "القطران الأسود".

2.     الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة، مثل: مرضى السكري، أو السرطان، أو نقص المناعة.

3.     الأشخاص الذين يعانون أمراض جلدية، مثل: الأكزيما أو الصدفية.

4.     الأشخاص الذين لديهم جروح عميقة أو ملوثة، مثل: جروح الحروق أو الجروح الناتجة عن لدغات الحيوانات.

ثالثًا التسمم بالاستنشاق

التسمم بالاستنشاق حالة نادرة تحدث نتيجة استنشاق سموم في الهواء، وعادةً لا يحدث هذا النوع من التسمم بشكل طبيعي، بل يرتبط بأحداث عرضية أو متعمدة، مثل: الإرهاب البيولوجي.

تُقدّر الجرعة المميتة المتوسطة للبشر من سموم البوتولينوم بنحو 2 نانوجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم، وهو أعلى بثلاث مرات من الجرعة المميتة في حالات التسمم الغذائي.

وتشمل أعراض التسمم بالاستنشاق، ما يلي:

1.     تشبه أعراض التسمم الغذائي المنقول عن طريق الطعام.

2.     تظهر الأعراض خلال 1-3 أيام من استنشاق السم.

3.     تزداد حدة الأعراض مع مرور الوقت، وتصل إلى الشلل العضلي وفشل الجهاز التنفسي.

رابعًا التسمم من السموم النقية

تم الإبلاغ عن حالات تسمم ناتجة عن استخدام السموم النقية لأغراض طبية أو تجميلية، مثل: حقن البوتوكس.

تُستخدم نفس البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي ( C. botulinum ) لإنتاج البوتوكس، وهو منتج طبي يستخدم في العلاجات السريرية والتجميلية.

وتحتوي حقن البوتوكس على جرعة ضئيلة ومخففة من السم العصبي البوتولينوم من النوع A .

يتم إعطاء العلاج في بيئة طبية خاضعة للإشراف الطبيب، وعادةً يكون جيد التحمل مع احتمالية حدوث آثار جانبية عرضية.

تشخيص وعلاج التسمم السجقي

يعتمد التشخيص على التاريخ الطبيعي للمريض وأعراضه، والفحص السريري، الفحوصات المخبرية، التي تشمل:

1.     اختبار وجود سم البوتولينوم في المصل، أو البراز، أو الطعام.

2.     زراعة بكتيريا C. botulinum من البراز، أو الجرح، أو الطعام.

قد يتم الخلط بين التسمم الغذائي وأمراض أخرى، مثل: السكتة الدماغية، أو متلازمة غيلان باريه، أو الوهن العضلي الوبيل، لذا يجب إجراء تشخيص دقيق.

ويتضمن العلاج، ما يلي:

1.     إعطاء مضاد السموم في أقرب وقت ممكن بعد التشخيص، إذ أن العلاج المبكر ضروري لخفض معدلات الوفيات.

2.     يلزم رعاية داعمة في حالات التسمم الغذائي الشديدة، بما في ذلك: التهوية الميكانيكية، والتي تستمر لأسابيع أو حتى أشهر.

3.     لا تُستخدم المضادات الحيوية عادةً لعلاج التسمم الغذائي، إلا في حالات التسمم الغذائي الناتج عن عدوى الجروح.

4.     يوجد لقاح للتسمم الغذائي، لكن استخدامه محدود بسبب عدم التأكد من فعاليته الكاملة واحتمال حدوث آثار جانبية سلبية.

الوقاية من التسمم السجقي

تعتمد الوقاية من التسمم الغذائي على اتباع ممارسات جيدة في إعداد الطعام، خاصةً أثناء عمليات التسخين، والتعقيم، والنظافة.

ويمكن تحقيق الوقاية عن طريق إبطاء نمو البكتيريا وتشكيل السموم في المنتجات المعقمة بالحرارة، مثل: المعلبات، والأطعمة المعقمة بالحرارة المرتفعة، مثل: المعوجة.

كما يمكن تدمير الأشكال النباتية للبكتيريا عن طريق الغليان، ولكن يجب ملاحظة أن البكتيريا تظل قابلة للحياة بعد الغليان لبضع ساعات.

ومع ذلك، يمكن قتل البكتيريا عن طريق معالجتها بدرجات حرارة عالية جدًا، مثل: تعليبها بالطرق التجارية.

والجدير بالذكر أن، العمليات التجارية المعتادة، مثل: البسترة الحرارية، بما في ذلك: المنتجات المعبأة بالفراغ والمنتجات المدخنة الساخنة، لا تكون كافية لقتل جميع البكتيريا.

لذلك، يجب الاعتماد على منع نمو البكتيريا وتكوين السموم لضمان سلامة هذه المنتجات، ويمكن ذلك باستخدام درجات حرارة الثلاجة، مع وجود الملح أو الظروف الحمضية.

وتُعد المفاتيح الخمس للسلامة الغذائية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، أساسًا لبرامج التدريب والتوعية لمعالجي الأغذية والمستهلكين، والتي تلعب دورًا حاسمًا في الوقاية من التسمم الغذائي.

وإليك هذه المفاتيح الخمس:

1.     الحفاظ على النظافة.

2.     الفصل بين الأطعمة الخام والمطبوخة.

3.     طهي الطعام جيدًا.

4.     الحفاظ على الطعام في درجات حرارة آمنة.

5.     استخدام المياه الصالحة للشرب والمواد الخام

المصدر