دار الإفتاء توضح.. محظورات الإحرام للنساء والرجال وكفارتها

دليل الموضوع:

المقدمة

محظورات الإحرام

ما حكم فعل محظورات الإحرام؟

المصدر

المقدمة

مع اقتراب موسم الحج لعام 2024، تزداد أسئلة الحجاج حول المحظورات التي يجب عليهم تجنبها خلال فترة الإحرام.

في هذا المقال، نلخص لكم أهمّ ما أوضحته دار الإفتاء المصرية بخصوص محظورات الحج، والتي يجب على جميع الحجاج الالتزام بها.

محظورات الإحرام

إذا توجه العبد لأداء فريضة الحج أو العمرة ودخل في حالة الإحرام، فهناك أمور محظورة عليه ما دام محرمًا، وتعرف هذه الأمور بمحظورات الإحرام وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1.     قسم يشترك فيه الرجل والمرأة.

2.     قسم محظور على الرجال فقط.

3.     قسم محظور على النساء فقط.

أولًا محظورات الرجال والنساء معًا

أما ما يشترك فيه الرجل والمرأة، فهو:

1- إزالة شعر الرأس بأي طريقة، وتشمل هذه المحظورات جميع شعر الجسم بناءً على قوله تعالى: "ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله" (البقرة: 196).

ويرتبط بذلك أيضًا قطع جميع شعر الجسم، وعليه يُحظر على الحاج أن يقطع شعره أو يأخذ منه أي شعرة أثناء الإحرام، وفي حال قُطِعَ شعره بدون قصد منه، فلا يُحمل مسؤولية عليه، ويُسمح له بإزالة الشعر إذا تسبب في إزعاجه مع وجوب دفع الفدية إن قام بهذا الفعل.

2- قص الأظافر بناءً على التشبيه بقص الشعر، وقد اتفق أهل العلم على أنه محظور على المحرم أن يقص أظافره.

ولا يوجد فرق بين قص أظافر اليدين والرجلين، ولكن إذا تعرضت الأظافر للكسر، وتسبب ذلك في إزعاج أو إصابة، فلا مانع من قص الجزء المؤذي منها دون دفع فدية.

3- استخدام العطور على الثوب أو الجسم، استنادًا إلى حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيح، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في المحرم: "لا يلبس ثوبًا مسحه ورسٌ ولا زعفران".

وقال أيضًا، فيما يتعلق بمن توفيت زوجته أو توفي عنه زوجته وهو محرم: "لا تُمِسوه طيبًا ولا تخمروا رأسه" (رواه البخاري).

والمقصود هنا هو عدم استخدام العطور بعد الإحرام، أما إذا استخدم الشخص العطر قبل الإحرام وترك أثرًا على جسمه، فلا يضر بقاؤه، استنادًا إلى قول عائشة رضي الله عنها: "كنت أرى النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم المسك في فصل الوداع وهو محرم"، وهذا متفق عليه.

4- عقد النكاح محظور أيضًا، وذلك بناءً على قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب" (رواه مسلم).

وبالتالي، لا يجوز للمحرم أن يتزوج أو يعقد عقد النكاح لأي شخص آخر، ولا يجوز له أن يخطب حتى يتحلَّ من حالة الإحرام.

5- يحظر على المحرم ممارسة الشهوة عن طريق القبلة، أو اللمس، أو أي تماس جلدي يثير الشهوة.

ويقصد بالمباشرة هنا لمس بشرة المرأة من قبل الرجل بشهوة، وذلك استنادًا إلى قول الله تعالى: "فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ" (البقرة: 197).

ويشمل ذلك: التقبيل واللمس وأشباههما، وبالتالي، لا يحل للمحرم أن يقبل زوجته أو يلمسها بشهوة، وكذلك لا يحل للمرأة أن تسمح لزوجها بذلك أثناء إحرامها.

6- يحظر الجماع، وذلك استنادًا إلى قول الله تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ" (البقرة: 197).

الرفث هنا يشمل الجماع ومقدماته، وهو أكثر المحظورات تأثيرًا على الإحرام، حيث يُفسد الحج إذا تمت ممارسته، وتتعلق بذلك أحكام الفدية التي يجب على المحرم أن يدفعها في حال ارتكابه لهذا المحظور.

7- يحظر قتل الحيوانات البرية المأكولة، استنادًا إلى قول الله تعالى: "وُحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا" (المائدة: 96).

فلا يجوز للمحرم صيد الحيوانات، مثل: الغزال والأرنب وغيرها من الحيوانات البرية المأكولة، ولا يجوز له قتلها أو مساعدة غير المحرم على ذلك، سواء بالتلميح أو الإشارة أو التعاطي.

كما يحظر على المحرم أن يأكل من الصيد إذا صاده شخص آخر غير المحرم لأجله، ولكن إذا صاده الشخص الآخر دون أن يكون له نية تخصيصه للمحرم، فلا مانع من أكله من الصيد.

ثانيًا محظورات الإحرام للرجال

فيما يلي، بعض المحظورات المتعلقة بالرجال خلال الإحرام، وهي كالتالي:

1- عدم ارتداء المخيط، وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يلبس القميص، ولا العمامة، ولا البرانس، ولا السراويل، ولا الخفاف، ولا ثوبًا مسه زعفران، ولا ورس".

والمخيط هنا يشمل الثياب التي تصنع على شكل الأعضاء الجسمية، سواء كانت لتغطية الجسم بأكمله مثل: البرانس والقمصان، أو لأجزاء معينة من الجسم، مثل: السراويل، والخفاف، والجوارب.

ولا يشمل هذا المحظور الثياب التي تحتوي على خيوط، ويسمح للمحرم بشد وسطه بواسطة حبل أو حزام وما شابه ذلك، كما يجوز له ارتداء الخفين إذا لم يتوفر له نعل.

2- عدم تغطية الرأس بطرق ملاصقة، وذلك استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه خلال حجة الوداع: "ولا تُخَمِّروا رأسَه"، ويشمل ذلك ارتداء الطاقية، والغترة، والعمامة وما شابه ذلك.

ولكن، إذا كان الغطاء غير ملاصق للرأس، مثل: الشمسية، أو الاستظلال بشجرة، أو خيمة، أو سقف، سيارة، فلا مانع من استخدامها للتظليل والحماية من الشمس.

وقد روت أم الحصين رضي الله عنها، أنها حجت مع النبي صلى الله عليه وسلم ورأت أسامة وبلال يستخدمان خطامًا لجملة النبي، والآخر يرفع ثوبه ليستره من الحرارة خلال رمي جمرة العقبة.

3- عدم تغطية الوجه، وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه عن الناقة التي قتلتها في الحج: "ولا تغطوا وجهه".

وبالتالي، يجب على المحرم ألا يغطى وجهه بأي شكل من الأشكال أثناء الإحرام.

ثالثًا محظورات الإحرام للنساء

يُسمح للمرأة خلال الإحرام بتغطية رأسها، ولها حرية اختيار ما ترغب في ارتدائه من الثياب، مع الحرص على عدم إظهار التبرج أو الزينة الزائدة.

ومع ذلك، يجب عليها عدم ارتداء النقاب وعدم ارتداء القفازين (جوارب اليدين) أثناء الإحرام، وإذا مرَّ الرجال قريبًا منها، يجوز لها تغطية وجهها وإسدال الخمار عليه.

ما حكم فعل محظورات الإحرام؟

إذا قام شخص ما بأداء محظورات الإحرام ناسيًا أو جاهلاً أو مكرهًا، فلا يُحاسب عليه شيء، وذلك استنادًا إلى الآيات التالية:

قول الله تعالى: "وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ" (الأحزاب/5)، وهذا يشير إلى أنه ليس عليهم ذنب فيما ارتكبوه من خطأ أو نسيان غير متعمد.

قول الله تعالى في قتل الصيد وهو من محظورات الإحرام: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ" (المائدة/95)، ويُذكر في هذه الآية أن من قتل الصيد دون قصد متعمد، فلا جزاء عليه.

أما في حالة الإكراه، فقد قال الله تعالى: "مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ" (النحل/106)، فإذا كان الشخص مجبرًا على ارتكاب المحظورات، فلا ذنب عليه، والأفضل هو الامتناع عن أي شيء يزيد عن الإكراه.

ومع ذلك، إذا تذكر شخص أنه ارتكب محظورًا ناسيًا، فيجب عليه التوبة والتخلي عن المحظور.

وإذا علم شخص أنه ارتكب محظورًا جاهلاً، فيجب عليه أيضًا التوبة والامتناع عن المحظور.

وإذا توقف الإكراه عن الشخص الذي كان مجبرًا، فيجب عليه التوبة والامتناع عن المحظور.

على سبيل المثال، إذا غطى المحرم رأسه ناسيًا، ثم تذكر، فعليه أن يزيل الغطاء، وإذا غسل شخص يده بطيب، ثم تذكر، فيجب عليه غسل يديه حتى يزول أثر الطيب، وهكذا.

المصدر

دار الإفتاء المصرية