ترجع اسباب حرائق الغابات الطبيعية إلى البرق الساخن، والذي يزداد تواتره وشدته بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، كما أن الجفاف الشديد وانخفاض الرطوبة يزيدان من قابلية الغابات للاشتعال
دليل الموضوع:
المقدمة
كيف تشتعل الغابات؟
ما هي اسباب حرائق الغابات الطبيعية؟
مخاطر اندلاع حرائق الغابات الناتجة عن الإنسان
الحد من حرائق الغابات
المصادر
المقدمة
في السنوات الأخيرة، أصبحت اسباب حرائق الغابات الطبيعية مثل: التغيرات المناخية والجفاف الشديد، أكثر وضوحًا مع تكرار حرائق الغابات واسعة النطاق.
لا شك أنك سمعت عن الحرائق الضخمة التي اجتاحت العالم في السنوات الأخيرة، حتى لو لم تكن تتابع الأخبار بانتظام.
حيث شهدنا حرائق غابات هائلة دمرت مساحات شاسعة من الغابات في أماكن مختلفة، مثل: سيبيريا وأستراليا وكاليفورنيا، مما تسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والحياة البرية.
لنستعرض أسباب هذه الحرائق وكيف يمكننا الحد من آثارها المدمرة.
كيف تشتعل الغابات؟
على الرغم من أن الظواهر الطبيعية، مثل الصواعق تشعل حرائق الغابات، إلا أن الأنشطة البشرية تلعب دورًا كبيرًا في اندلاع معظم هذه الحرائق.
فالإهمال في التعامل مع النيران، سواء كانت نيران مخيمات أو حرائق زراعية غير متحكم بها، أو حتى إلقاء أعقاب السجائر بشكل عشوائي، يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرائق واسعة النطاق في الغابات. بالإضافة إلى ذلك، فإن التغيرات المناخية التي يسببها الإنسان، مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، تزيد من قابلية الغابات للاشتعال.
ما هي اسباب حرائق الغابات الطبيعية؟
يُعتقد عمومًا أن البرق هو السبب الرئيسي لمعظم حرائق الغابات التي تحدث بشكل طبيعي.
ولكن، ليس كل أنواع البرق تحمل نفس القدر من الخطورة، إذ ينقسم إلى نوعين رئيسيين: البرق البارد والبرق الساخن.
يتميز البرق البارد بمدة قصيرة وشدة عالية، مما يجعله أقل احتمالًا في إشعال الحرائق.
على العكس من ذلك، فإن البرق الساخن، رغم انخفاض شدته النسبية، إلا أنه يستمر لفترة أطول، مما يولد حرارة عالية تكفي لإشعال الوقود الجاف في الغابات.
وبالتالي، فإن البرق الساخن هو المسؤول الأول عن غالبية حرائق الغابات الطبيعية.
ورغم أن هذه الظاهرة طبيعية وغير قابلة للتنبؤ بها تمامًا، إلا أن اتباع ممارسات جيدة في إدارة الأراضي وتخطيط إدارة حرائق الغابات يقلل شدة هذه الحرائق والخسائر البشرية والمادية التي تسببها.
تعتبر التغيرات المناخية المحرك الأساسي وراء تزايد حدة وتواتر العواصف الرعدية، فمع ارتفاع درجات الحرارة العالمية وزيادة طول فصول الصيف، ترتفع حرارة سطح الأرض بشكل ملحوظ.
يسبب هذا الارتفاع في درجة الحرارة، إلى جانب الزيادة في انبعاثات غازات الدفيئة، نشوء تيارات هوائية صاعدة أكثر قوة وقدرة على توليد شحنات كهربائية.
ونتيجة لذلك، يزداد احتمال حدوث صواعق برق أكثر قوة وتواترًا، تشير الدراسات إلى أن كل زيادة في درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة ترتبط بزيادة بنسبة 12% في عدد ضربات البرق.
وتلعب العواصف الرعدية دورًا حاسمًا في اندلاع حرائق الغابات في مقاطعة كولومبيا البريطانية، حيث يشكل البرق الساخن الناتج عنها ما يقرب من 60% من اسباب حرائق الغابات الطبيعية سنويًا في المتوسط.
وتجلى ذلك بوضوح في حريق منطقة الخليج عام 2020، والذي يعد أحد أضخم الحرائق في تاريخ المقاطعة، حيث دمر مساحات شاسعة من الأراضي وتسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. ونشأ هذا الحريق الهائل نتيجة لسلسلة من العواصف الرعدية التي ضربت المنطقة بعد فترة طويلة من الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، مما زاد من قابلية الغابات للاشتعال.
يلعب الجفاف أيضًا دورًا حاسمًا في اندلاع حرائق الغابات، فالنباتات الجافة التي تنتج عن فترات طويلة من الجفاف وحرارة مرتفعة تشكل وقودًا مثاليًا للحرائق.
وشهدنا ذلك في كاليفورنيا عام 2021، حيث أدت موجة الحر الشديد وانخفاض هطول الأمطار إلى زيادة كمية الوقود الجاف بشكل كبير، مما زاد من خطر اندلاع الحرائق.
وبالمثل، تعاني أستراليا مشكلة مماثلة، حيث أدى تغير المناخ إلى زيادة تواتر وشدة الجفاف، مما جعل حرائق الغابات ظاهرة متكررة.
ففي عام 2019، سجلت أستراليا أعلى درجة حرارة لها على الإطلاق، وشهدت حرائق غابات واسعة النطاق دمرت مساحات شاسعة من الأراضي.
مخاطر اندلاع حرائق الغابات الناتجة عن الإنسان
يعد الإنسان السبب الرئيسي لاندلاع غالبية حرائق الغابات، وذلك إما عن قصد أو عن غير قصد.
وتمثل عوامل الأخطاء البشرية، مثل: إشعال النيران في المخيمات وعدم إخمادها بشكل كامل، أو عطل الآلات والمعدات، أو إلقاء أعقاب السجائر المشتعلة في المناطق الحرجية، لاندلاع الحرائق.
بالإضافة إلى ذلك، يلجأ بعض الأشخاص إلى حرق الأراضي عمدًا لأغراض مختلفة، مثل: إزالة الغطاء النباتي أو توسيع الرعي، مما يزيد من خطر اندلاع الحرائق ويشكل تهديدًا كبيرًا للبيئة.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن الأنشطة البشرية هي السبب الرئيسي لاندلاع غالبية حرائق الغابات في كل من كندا والولايات المتحدة.
ففي مقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية، يُقدر أن الإنسان يتسبب في حوالي 40% من حرائق الغابات التي تحدث سنويًا.
أما الولايات المتحدة تتجاوز هذه النسبة بكثير، حيث تعزى حوالي 85% من إجمالي حرائق الغابات التي تشهدها القارة الشمالية الأمريكية إلى الأنشطة البشرية المختلفة.
شهدت أمريكا الشمالية زيادة ملحوظة في مدة مواسم حرائق الغابات بين عامي 1992 و2012، حيث انتقلت من 46 يومًا إلى 154 يومًا.
ويرجع السبب الرئيسي في هذه الزيادة إلى الأنشطة البشرية، حيث ساهمت حوادث مثل: حرق الحطام والحرق العمدي بشكل كبير في اندلاع الحرائق وزيادة مدة اشتعالها.
وعلى الرغم من أن حرائق المخيمات والألعاب النارية تمثل نسبة صغيرة من إجمالي الحرائق، إلا أنها تساهم أيضًا في تفاقم المشكلة.
الحد من حرائق الغابات
يمكننا الحد بشكل كبير من مشكلة حرائق الغابات من خلال التركيز على الأسباب البشرية وراء اندلاعها.
معظم الحرائق التي تشهدها الغابات من صنع الإنسان، وبالتالي يمكن منعها من خلال اتخاذ إجراءات وقائية، مثل: زيادة الوعي بأخطار إشعال النيران في المناطق الحرجية، وتطبيق قوانين صارمة لمنع الحرق العمدي، وتعزيز الرقابة على الأنشطة التي قد تؤدي إلى اندلاع الحرائق.
أما بالنسبة للحرائق الطبيعية، فالتخفيف من آثار تغير المناخ يعد خطوة أساسية للحد من تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل: الصواعق التي تشعل الحرائق.
وكذلك، لتقليل كمية الوقود المتاح للاحتراق من خلال الحفاظ على الرطوبة في التربة والنباتات، وبالتحديد يتبع الدول في أنحاء العالم سياسات لتنظيم إدارة الأراضي.
وفي شهر يناير ٢٠٢٢، أعلنت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن عن خطة تستهدف بتخصيص مليارات الدولارات لجعل الغابات أكثر مرونة وللحد من خطر الحرائق الغابات على مساحة تصل إلى ٢٠ مليون هكتار من الأراضي المحاذية للمجتمعات ذات الدخل المحدود في الولايات المتحدة الأمريكية.
تعد ممارسات إزالة الغابات، التي غالبًا ما تتضمن حرق الغطاء النباتي، أحد اسباب حرائق الغابات الطبيعية الرئيسية وتدمير النظم البيئية الحساسة.
ولذلك، فإن وضع قوانين وسياسات بيئية صارمة لحماية الغابات أمر بالغ الأهمية.
إن تعهد أكثر من 100 دولة بوقف إزالة الغابات، كما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP26)، يمثل خطوة إيجابية في هذا الاتجاه.
ومع ذلك، فإن الوعود وحدها لا تكفي، بل يجب على الدول أن تترجم هذه التعهدات إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع من خلال توفير التمويل اللازم وتقوية قوانين حماية الغابات.
المصادر
earth
beyondcarlton
تم اضافة الموضوع بواسطة : Heba Aboelneel
التحميل بصيغة ملف Word
التحميل بصيغة ملف PDF
تقييم الموضوع
شارك الموضوع