ما هي وسائل التسلية والترفيه عند المصريين القدماء؟
تاريخ وحضارة تحميل الموضوع ملف ورد تحميل الموضوع ملف PDF تابعنا على اخبار جوجل

ما هي وسائل التسلية والترفيه عند المصريين القدماء؟

تقييمات الموضوع الحالية:

نبذه مختصرة عن الموضوع

تشمل وسائل التسلية والترفيه عند المصريين القدماء ألعاب السنيت والميهين كانت تحفز العقل، والرياضات كالمصارعة والسباحة، كانت الدمى جزءًا هامًا من طفولتهم تعكس حياتهم اليومية

الموضوع كاملاً

دليل الموضوع:

المقدمة

الألعاب في مصر القديمة

الترفيه في مصر القديمة

الدمى المصرية القديمة

الرياضة في العصر الفرعوني

رواية القصص

المصدر

المقدمة

على عكس الصورة النمطية الشائعة التي تصور المصريين القدماء كشعب مهووس بالموت، تكشف لنا دراسة عميقة لتاريخهم وحضارتهم عن وسائل التسلية والترفيه عند المصريين القدماء.

فكان تقديرهم للحياة عميقاً وجذرياً، إذ رأوا الوجود بمثابة رحلة أبدية مليئة بالسحر والمعجزات.

كانت الحياة بالنسبة لهم هبة إلهية، وكانوا يتطلعون للاستمتاع بكل لحظة فيها، وتدلنا النقوش والمعابد والأعمال الفنية على أنهم كانوا يعيشون حياتهم على أكمل وجه، مستمتعين بكل ما تقدمه لهم الحياة الدنيا استعداداً لحياة أخرى أبدية.

ولعل أبرز الأمثلة على ذلك اهتمامهم بالرياضة والترفيه، وهو ما يشير إلى أنهم كانوا يعون أهمية التوازن بين العمل واللعب، لنلقي نظرة في هذا التقرير على وسائل التسلية والترفيه عند المصريين القدماء.

الألعاب في مصر القديمة

تكشف لنا ممارسات المصريين القدماء للترفيه والرياضة عن جانب مثير للاهتمام من حياتهم اليومية.

فكثير من الألعاب والأنشطة التي كانوا يمارسونها لا تزال معروفة حتى يومنا هذا، بل إن بعضها يمارس بنفس الطريقة تقريبًا.

فالحرص على اللياقة البدنية لم يكن مجرد هواية، بل كان جزءًا أساسيًا من نمط حياتهم، إذ كان يساعدهم على الحفاظ على صحتهم وقوتهم.

ولم تقتصر اهتماماتهم على الجانب البدني فحسب بل امتدت إلى الجانب الذهني، حيث كانت الألعاب، مثل: السينيت تشكل تحديًا لعقولهم وتساهم في تنمية قدراتهم الفكرية.

ومن الواضح أن هذه الأنشطة لم تكن مجرد وسيلة للتسلية، بل كانت تعكس قيماً جوهرية في الثقافة المصرية القديمة، مثل: أهمية التوازن بين الجسد والعقل، والرغبة في تحقيق الرفاهية الشاملة.

و تشير الدلائل الأثرية إلى وجود العديد من وسائل التسلية والترفيه عند المصريين القدماء، والتي تعكس جوانب مختلفة من حياتهم وثقافتهم.

لعبة كلاب الصيد وابن آوى

إحدى الألعاب التي اكتسبت شهرة واسعة في عصر الدولة الوسطى هي لعبة "كلاب الصيد وابن آوى".

عثر عالم الآثار الشهير هوارد كارتر على واحدة من أفضل الأمثلة المحفوظة لهذه اللعبة في طيبة، مما يدل على قدمها وانتشارها.

كانت هذه اللعبة تُلعب على لوح خشبي مزخرف يحوي عددًا من الحفر الصغيرة، وكانت القطع المستخدمة تصور كلابًا وذئابًا.

وعلى الرغم من عدم وجود قواعد محددة مكتوبة لهذه اللعبة، إلا أن الباحثين يرجحون أن الهدف منها كان التحرك على اللوح والاستيلاء على قطع الخصم، بطريقة مشابهة للعديد من ألعاب الطاولة الحديثة.

لعبة الميهين

تعتبر لعبة "الميهين" واحدة من أقدم ألعاب الألواح المعروفة، ويعود تاريخها إلى العصر العتيق. 

وانت هذه اللعبة تُلعب على لوح خشبي منقوش عليه صورة ثعبان كبير، وكان اللاعبون يستخدمون قطعًا على شكل حيوانات مختلفة.

ويعتقد الباحثون أن هدف اللعبة كان التقدم على اللوح حتى يصل اللاعب إلى نهاية مسار الثعبان، ولكن هناك تفسير آخر أكثر إثارة للاهتمام لهذه اللعبة.

يرى بعض الباحثين أن لعبة الميهين كانت تحمل دلالات دينية مرتبطة بأسطورة أبوفيس، وهو الثعبان الشرير الذي يحاول ابتلاع الشمس.

وفقًا لهذه النظرية، كانت حركات اللاعبين على اللوح تمثل صراعًا رمزيًا بين الخير والشر، حيث يحاول اللاعبون التغلب على قوى الظلام.

لعبة السينيت

كانت بلا شك اللعبة الأكثر انتشارًا وشعبية في مصر القديمة، لدرجة أنها أصبحت رمزًا لهذه الحضارة في الثقافة الشعبية المعاصرة.

ويعود تاريخها إلى فجر الحضارة المصرية، واستمرت في الازدهار عبر العصور المختلفة، حتى نهاية العصر الفرعوني.

وكانت هذه اللعبة تُلعب على لوحة خاصة مقسمة إلى ثلاثين مربعًا، وكان الهدف منها هو نقل قطع اللاعب إلى الجانب الآخر من اللوحة قبل خصمه.

وتشير الأدلة الأثرية إلى أن هذه اللعبة كانت تحظى بشعبية كبيرة بين جميع طبقات المجتمع المصري، من الفراعنة والنبلاء إلى عامة الشعب.

لم تكن لعبة السينيت من وسائل التسلية والترفيه عند المصريين القدماء فقط، بل كانت تحمل أيضًا دلالات دينية عميقة.

فربطها المصريون القدماء برحلة الروح إلى العالم الآخر، واعتبروها تمثيلًا رمزيًا للتحديات التي تواجهها النفس البشرية في مسارها نحو الخلود.

وتشير العديد من النصوص والنقوش الموجودة على ألواح السينيت إلى هذه الدلالات الدينية، حيث كانت تربط بين اللعبة وآلهة العالم الآخر، مثل: رع، وأوزوريس

الترفيه في مصر القديمة

يكشف لنا الفن والنقوش المصرية القديمة لوحات حية عن حياة المصريين اليومية، وخاصة عن أوقات فراغهم وألعابهم.

فمنذ صغرهم، كان الأطفال المصريون يقضون ساعات طويلة في الهواء الطلق يلهون ويتعلمون، وتشمل ألعاب الأطفال عند المصريين القدماء، ما يلي:

1.     حرية الحركة: كانت من أهم سمات طفولة المصري القديم، حيث كان الأطفال يلعبون عراة في الشوارع والفناءات، مما ساهم في نمو أجسامهم بشكل صحي وقوي.

2.     تنوع الألعاب: شملت ألعاب الأطفال المصريين مجموعة متنوعة من الأنشطة، بدءًا من الألعاب البسيطة، مثل: اللعب بالدمى، وحتى الألعاب الرياضية، مثل المصارعة والسباحة.

3.     الفروق بين الجنسين: على الرغم من التنوع، كانت هناك فروق واضحة بين ألعاب الأولاد والبنات، حيث كانت الألعاب القوية والرياضات الجماعية هي سمة للأولاد، بينما كانت البنات يمارسن ألعابًا تتطلب الخفة والرشاقة، مثل: الرقص والجمباز.

أما بالنسبة للرياضة والترفيه لدى الكبار:

1.     لم تقتصر الرياضة على الأطفال فقط، بل كانت جزءًا لا يتجزأ من حياة المصريين البالغين، حيث كانت تمارس في المناسبات الدينية والاحتفالات الوطنية.

2.     الألعاب الجماعية، مثل: الهوكي والسباحة تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب، مما يعكس أهمية العمل الجماعي والتنافس الشريف في الثقافة المصرية القديمة.

3.     الألعاب الفردية، مثل: السينيت، وهي لعبة لوحية معقدة كانت تعتبر بمثابة تمثيل رمزي لرحلة الحياة نحو الخلود.

وكان يُعتقد قديمًا أن  وسائل التسلية والترفيه عند المصريين القدماء تساهم في بناء جسد سليم وعقل متزن، مما يجعل الفرد عضواً منتجاً في المجتمع.

كما كانت الألعاب الجماعية تعزز الروح المعنوية والترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

الدمى المصرية القديمة

تظهر الاكتشافات الأثرية أن وسائل التسلية والترفيه عند المصريين القدماء كانت متنوعة ومبتكرة، خاصة فيما يتعلق بالدمى.

وعثر علماء الآثار على العديد من الدمى المصنوعة من مواد مختلفة، مثل: الطين، والخشب، والقماش، والتي كانت تصور حيوانات بشرية وحتى آليات بسيطة.

كانت الدمى جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال المصريين منذ الصغر، حيث كانوا يلعبون بها ويستخدمونها للتعبير عن خيالهم.

وتشير الدلائل الأثرية إلى أن هذه الدمى كانت أكثر من مجرد ألعاب، بل كانت تعكس جوانب مهمة من الثقافة المصرية، مثل:

1.     شملت الدمى المصرية نماذج واقعية للحيوانات، مثل: القطط والكلاب والخيول، بالإضافة إلى نماذج مبسطة للإنسان تمثل مختلف المهن والحرف.

2.     كانت الدمى تستخدم لأغراض تعليمية وتدريبية، حيث كانت بعضها يمثل أدوات زراعية أو أدوات موسيقية.

3.     التطور التكنولوجي، مثل: الكلب الميكانيكي، مستوىً عالياً من الإبداع والتفكير الهندسي لدى المصريين القدماء.

4.     كانت ألعاب الأطفال في مصر القديمة مرتبطة بحياتهم اليومية، إذ كانت تعكس الأدوات والأفعال التي يمارسونها في الواقع.

على الرغم من أن بعض النظريات تشير إلى أن بعض الدمى، مثل طائر سقارة، كانت تستخدم لأغراض طيران، إلا أن الدراسات العلمية الحديثة نفت هذه النظرية، مؤكدة أن هذه الدمى كانت تستخدم كألعاب أو أدوات زينة.

الرياضة في العصر الفرعوني

لم تكن الرياضة في مصر القديمة مجرد وسيلة للحفاظ على اللياقة البدنية، بل كانت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية والاحتفالات الدينية.

فمارسها المصريون من جميع الطبقات الاجتماعية، من الفراعنة والنبلاء إلى عامة الشعب.

كانت الألعاب الرياضية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالآلهة، حيث كانت تقام العديد من المسابقات والاحتفالات الرياضية تكريمًا للإله حورس، رمز النظام والنظام الكوني.

وكانت هذه الاحتفالات تتضمن إعادة تمثيل المعارك الأسطورية بين حورس وست، والتي كانت بمثابة استعراض للقوة والشجاعة.

وشملت الرياضات التي مارسها المصريون القدماء مجموعة واسعة من الأنشطة، منها:

1.     رياضات فردية، مثل: الصيد، والتجديف، ورمي الرمح، والملاكمة، والمصارعة، ورفع الأثقال، والجمباز.

2.     رياضات جماعية، مثل: الهوكي، ولعبة شد الحبل، وكرة اليد.

3.     رياضات مهارية، مثل: الرماية، وألعاب الخفة.

كانت اللياقة البدنية صفة أساسية للملوك المصريين، حيث كان ينظر إليهم كقدوة يحتذى بها.

وكان الفراعنة يشاركون في العديد من الأنشطة الرياضية، مثل: الجري والسباحة والرماية، لإثبات قدرتهم على قيادة الجيش وحماية البلاد.

لم تقتصر ممارسة الرياضة على الملوك والنبلاء فقط، بل كان عامة الشعب يمارسونها أيضًا في أوقات فراغهم.

وعثر علماء الآثار على العديد من الرسومات والنقوش التي تصور الناس وهم يمارسون مختلف الألعاب الرياضية.

كانت الرياضة جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المصرية القديمة، حيث كانت تعزز الروح القتالية والشعور بالانتماء إلى المجتمع، كما كانت تستخدم كوسيلة للتسلية والترويح عن النفس.

رواية القصص

لم تكن  وسائل التسلية والترفيه عند المصريين القدماء هي الشغل الشاغل، بل كانت رواية القصص تمثل لهم نوعًا آخر من الترفيه يحظى بشعبية كبيرة.

كانت الحكايات الأسطورية والمغامرات الشيقة جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، حيث كانوا يتجمعون للاستماع إلى القصصاء وهم يروون حكايات الآلهة والأبطال.

تتنوع القصص التي كانت تروى في مصر القديمة، فمنها القصص التي تدور حول السحر والعجائب، مثل: قصة سنفرو والجوهرة الخضراء التي تشبه إلى حد كبير قصة موسى وشق البحر الأحمر.

ومنها القصص التي تتناول مواضيع الأخلاق والقيم، مثل: قصة ستنا وتابوبو التي تسلط الضوء على أهمية الاحترام والتعقل.

كانت هذه القصص تحمل في طياتها العديد من العناصر المشتركة، منها:

1.     ا لعناصر الخارقة للطبيعة: حيث كانت الآلهة والسحر يلعبان دورًا كبيرًا في العديد من القصص.

2.     الأبطال الخارقين: الذين يتمتعون بقدرات خارقة ويتغلبون على الصعاب.

3.     الدروس الأخلاقية: حيث كانت القصص تحمل في طياتها رسائل مهمة حول السلوك الصحيح والقيم الأخلاقية.

ولم تكن رواية القصص مجرد وسيلة من وسائل التسلية والترفيه عند المصريين القدماء، بل كانت أيضًا وسيلة لنقل المعرفة والتقاليد الثقافية من جيل إلى جيل، كما كانت تستخدم في الاحتفالات الدينية والمناسبات الاجتماعية.

المصدر

worldhistory

تم اضافة الموضوع بواسطة : Heba Aboelneel
التحميل بصيغة ملف Word التحميل بصيغة ملف PDF   تقييم الموضوع   شارك الموضوع

التعليقات

تقيم الموضوع

عدد المستخدمين الذين قاموا بالتعليق (0) متوسط التعليقات(0)

من فضلك اترك تقيييمك