ماذا يفعل المضحي قبل التضحية؟.. دار الإفتاء تجيب

دليل الموضوع:

المقدمة

ما هي شروط ذبح الأضحية؟

ماذا يفعل المضحي قبل التضحية؟

المصدر

المقدمة

يقبل علينا عيد الأضحى المبارك بعد أيام قليلة، حاملًا معه شعائر عظيمة ومباركة، منها شعيرة الأضحية التي سنّها الله تعالى لعباده المسلمين.

وحرصًا من دار الإفتاء المصرية على توعية المسلمين بأحكام الأضحية، فقد وضّحت ماذا يفعل المضحي قبل التضحية في عيد الأضحى المبارك، وذلك لضمان صحة وسلامة الأضحية وأداء الشعيرة على أكمل وجه، فتابع قراءة المقال للاطلاع على شروط التضحية وما يجب على المضحي فعله قبلها.

ما هي شروط ذبح الأضحية؟

لأداء شعيرة الأضحية على الوجه الصحيح، يجب أن تتوافر في المضحي مجموعة من الشروط، وهي:

1.     يجب أن يكون المضحي مسلماً بالغاً عاقلاً، أي أن يكون قد بلغ سنّ البلوغ الشرعي (15 عامًا تقريبًا) ويكون سليم العقل، فلا تجب الأضحية على الصغير غير المميز أو المجنون.

2.     يجب أن يكون المضحي مقتدرًا ماديًا لشراء الأضحية، أي أن يكون لديه المال الكافي لشرائها دون الحاجة إلى الاقتراض أو التكلف.

3.     يجب أن تكون نية المضحي صادقة خالصة لله تعالى، أي أن يذبح الأضحية قربةً إلى الله تعالى طلبًا لثوابه ورضاه.

4.     يشترط أن يكون المضحي مقيمًا داخل بلده، فلا تجب الأضحية على المسافر.

5.     رأى جمهور المالكية أنه لا تجب الأضحية على الحاج، بينما ذهب جمهور الحنفية والحنابلة إلى وجوبها عليه.

6.     يجب على المضحي الالتزام بكافة المعايير والضوابط الخاصة بالذبح التي أمرنا بها الدين والرسول صلى الله عليه وسلم، مثل: استخدام آلة حادة وذبح الحيوان سريعًا دون تعذيبه.

7.     يُحرم بيع أي جزء من الأضحية، مثل الجلد والعظم، ويجب توزيعها على الفقراء والمحتاجين أو طبخها وتناولها.

ماذا يفعل المضحي قبل التضحية؟

أوضحت دار الإفتاء أنه لضمان أداء هذه الشعيرة على أكمل وجه، إليك في الخطوات التالية، ما يجب فعله قبل ذبح الأضحية:

ربط الأضحية

يعد ربط الأضحية أمرًا مهمًا يجب القيام به قبل عملية الذبح، ويمكن أن يتم ذلك بعدة أيام قبل الذبح، ويمكن أيضًا قبل الذبح بيوم على الأقل.

يتم ربط الأضحية كجزء من التحضيرات لعملية الذبح، ويساعد في إظهار النية والتركيز على العبادة المقصودة، ومن المؤكد أن هذا العمل يحمل أجرًا عظيمًا لصاحب الذبيحة.

تقليد الأضحية

تقليد الأضحية يشير إلى الممارسة التقليدية التي تنص على إلباس الغنم أو الأضحية شيئًا حول منطقة العنق، ويعتبر هذا تعبيرًا عن أنها ذبيحة أو هدية مخصصة لله.

التعامل مع الذبيحة برفق

يجب أن يتم التعامل مع الذبيحة برفق ولطف، وهذا مستوحى من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فينبغي للمضحي أن يحمل الذبيحة برفق ويقودها بلطف إلى المكان الذي ينوي ذبحها فيه.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب العنف في التعامل مع الذبيحة قبل الذبح أو أثناء جرها من منطقة القدم، وهذا يستند إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ".

عدم قص الشعر والأظافر

يجب على الشخص الذي يعتزم التضحية أن يمتنع عن قص الشعر وتقليم الأظافر، ويبدأ ذلك اعتبارًا من الليلة الأولى لشهر ذو الحجة، ولا يجوز له أن يقوم بالحلاقة أو القص إلا بعد إتمام التضحية.

يستند هذا إلى حديث سلمة رضي الله عنها، حيث قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ" ورواه مسلم.

ويعتبر هذا الحديث دليلًا قاطعًا على أن هذا الأمر من السنن المؤكدة وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قص الشعر وتقليم الأظافر للمضحي.

ذبح الأضحية بنفسه

من الأفضل أن يقوم الشخص بذبح الأضحية بنفسه، ولكن إذا كان غير قادر على ذلك أو غير ملم بالطريقة الصحيحة، فيمكنه أن يكلف شخصًا آخر بالذبح، ولكن يجب عليه أن يكون حاضرًا وشاهدًا على عملية الذبح، حتى وإن لم يكن هو الذابح بنفسه.

تأتي هذه المعلومات استنادًا إلى بعض الأحاديث النبوية التي طلب فيها الرسول صلى الله عليه وسلم من ابنته فاطمة أن تكون شاهدة على الذبيحة التي سيذبحها لها.

التوجه بالدعاء

قبل التضحية، ينبغي على المضحي أن يتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا الأمر مستند إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قام بالدعاء قبل الذبح، ويُستحب للمسلم أن يتوجه إلى الله بأي دعاء يرغب به، اقتداءً بسنة النبي.

ومن الأدعية التي كان النبي يقولها قبل الذبح: "إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، وَعَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ بِاسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ" (رواه أبو داود).

البسملة والتكبير

بعد الدعاء، يقوم المسلم بقول البسملة، ثم يسمي الله قبل الذبح، ويُحب في هذه اللحظة أن يكبَّر ثلاث مرات ويصلي على النبي ثلاث مرات، ثم يتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى لقبول هذا العمل الخالص لوجهه.

ويجب أن يعلم أن وقت ذبح الأضحية يمتد من بعد صلاة عيد الأضحى وحتى غروب الشمس في اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، ويُفضل أن يتم الذبح بعد صلاة العيد، تمامًا كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجب أن يكون أول ما يأكل في يوم العيد هو من أضحيته.

المصدر

الدرر السنية