حكم التلبية في الحج والعمرة.. معناها وفضلها

دليل الموضوع:

المقدمة

تعريف التلبية

حكم التلبية

رفع صوت التلبية

حكم تلبية المرأة

متى يبدأ وقت التلبية؟

متى ينتهي وقت التلبية في الحج؟

متى ينتهي وقت التلبية في العمرة؟

فضل التلبية

المصدر

المقدمة

يبدأ المعتمر أو الحاج بالتلبية بعد ارتداء ملابس الإحرام من الميقات، وصلاة ركعتين سنة الإحرام.

وتنتهي التلبية في العمرة عند رؤية البيت واستلام الحجر الأسود، بينما تنتهي في الحج عند الشروع في رمي جمرة العقبة في يوم النحر.

وذلك استناداً إلى، حديث الفضل بن العباس رضي الله عنه: "كنتُ رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من جمع إلى منى، فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة".

وحديث عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أنه كان يُمسك عن التلبية في العمرة إذا استلم الحجر". رواه الترمذي وصححه.

نتناول في الفقرات القادمة، جميع أحكام التلبية للرجل والمرأة، وتوقيتها في الحج والعمرة.

تعريف التلبية

هي إجابة المنادي، وتطلق أيضاً على الإقامة على الطاعة، وهي قول المحرم عند بدء الحج أو العمرة: "لبَّيْكَ اللهُمَّ لبَّيكَ، لبَّيك لا شريكَ لك لبَّيك؛ إنَّ الحمْدَ والنِّعمةَ لك والمُلْك، لا شريكَ لك."

ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبي بهذا اللفظ: "لبَّيْكَ اللهمَّ لبَّيكَ، لبَّيكَ لا شريكَ لك لبَّيكَ؛ إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والمُلْك، لا شريكَ لك."

حكم التلبية

تعتبر التّلْبية سُنَّةً في الإحرام وفقًا لمذْهَب الشَّافعية والحنابلة، وقد اختارها ابن باز وابن عثيمين، وهناك أدلّة تدعم صحة هذا الحُكْم، ومنها:

أولًا: الدليل من السُّنَّة:

1- ورد عن سالم بن عبد اللهِ بن عمر عن أبيه رضِيَ اللهُ عنه، أنه سمع رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلم وهو يُهِلُّ مُلبدًا، ويقول: "لبَّيك اللَّهُمَّ لبَّيْك، لبَّيْك لا شريكَ لك لبَّيْك، إنَّ الحمْدَ والنِّعمَةَ لك والمُلْك، لا شريكَ لك"، ولا يزيد على هذه الكَلِمات.

وقد كان عبد اللهِ بن عمر يقول: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلي ركعتين في موضع ذي الحُلَيفة، ثم عندما توقفت الناقة قائمة عند مسجد ذي الحُلَيفة، كان يلَبّي بهذه الكلمات.

2- ورد عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي اللهُ عنه أنّه قال بجمع: "سمعت الذي أُنزلت عليه سورة البقرة، ههنا يقول: لبَّيْك اللهُمَّ لبَّيْك...".

وجه الدلالة من هذين الحديثين هو أنّ هذا كان فعل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ويفيد الاستحباب.

ثانيًا: التلبية هي ذكر، ولم تجب في الحج والعمرة كسائر الأذكارِ فيهما.

ثالثًا: التلبِية هي عبادة لا يجب النّطق في آخرِها، ولم يجب النطق في أولها كالصوم.

رفع صوت التلبية

يُسنُّ للرجل أن يرفَعَ صَوْتَه بالتَّلْبِيَة، وهذا متفق عليه من قِبل المذاهب الفقهية الأربعة، وهي الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وتم الاتفاق على ذلك بالإجماع.

وتوجد أدلة من السنة تدعم صحة هذا الحكم، ومنها:

1- ورد عن السائب بن خلاد الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال أو قال: بالتلبية، يريد أحدهما".

2- ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، نصرخ بالحج صراخًا".

هذه الأحاديث تدل على جواز رفع الصوت بالتلبية وقد أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، وتعتبر من السنن المستحبة.

حكم تلبية المرأة

يجب على المرأة ألا ترفع صوتها بالتلبية، بل يجب عليها أن تلبي سرًا بصوت يسمعه نفسها فقط، وهذا هو الاتفاق بين المذاهب الفقهية الأربعة.

وقد اتبع هذا الرأي بعض السلف، وتم الاتفاق عليه بالإجماع، وذلك لتجنب أي فتنة تحدث نتيجة رفع صوت المرأة.

متى يبدأ وقت التلبية؟

يُستحب بدء التلبية من لحظة الإحرام، وهذا متفق عليه من قِبَل المذاهب الفقهية الأربعة، وهناك أدلة من السنة تدعم هذا الأمر، ومنها:

1- ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل ملبدًا، يقول: لبيك اللهم، لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك؛ إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك؛ لا يزيد على هذه الكلمات".

وكان عبد الله بن عمر يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركع بذي الحليفة ركعتين، ثم إذا استوت به الناقة قائمة عند مسجد ذي الحليفة، أهل بهذه الكلمات".

2- ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المدينة أربع ركعات، وفي ذي الحليفة ركعتين، ثم بات حتى أصبح في ذي الحليفة، فلما ركب راحلته واستوت به، أهل.

3- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب راحلته بذي الحليفة، ثم يهلل حين تستوي به قائمة".

هذه الأحاديث تشير إلى جواز بدء التلبية من لحظة الإحرام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يهلل بتلك الكلمات عندما يستوي على راحلته.

متى ينتهي وقت التلبية في الحج؟

ينتهي وقت التلبية في الحج عند بدء رمي جمرة العقبة يوم النحر، وهذا لا يختلف بين المُفْرِد، والقارِن، والمتمتع، هذا هو مذهب الفقهاء الأربعة: الحنفية، والشافعية، والحنابلة، وهكذا قالت طائفة من السلف.

والأدلة على ذلك:

1- عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الفضل، فأخبر الفضل: أنه لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة".

هذا الحديث يشير إلى انتهاء التلبية عند رمي جمرة العقبة، وقد رواه الفضل بن العباس، وكان يرافق النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة، وهو أعلم بحاله من غيره.

2- عن عبد الله بن سخبرة، قال: "غدوت مع عبد الله بن مسعود من منى إلى عرفة، فكان يلبي، قال: وكان عبد الله رجلًا آدم له ضفران، عليه مسحة أهل البادية، فاجتمع عليه غوغاء من الناس، قالوا: يا أعرابي إن هذا ليس يوم تلبية، إنما هو يوم تكبير، قال: فعند ذلك التفت إليَّ، فقال: أجهل الناس أم نسوا؟، والذي بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحق، لقد خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة، إلا أن يخلطها بتكبير أو تهليل".

بهذه الأدلة، يتضح أن التلبية هي للإحرام، وعندما يقوم بالرمي يكون قد بدأ التحلل، ولا معنى للتلبية بعد ذلك.

متى ينتهي وقت التلبية في العمرة؟

تنتهي التلبية في العمرة عند الشروع في الطواف، وهذا هو رأي جمهور الفقهاء، بما في ذلك الحنفية، والشافعية، والحنابلة، ووافق عليه جمع من أهل العلم من السلف.

وتشمل أدلة انتهاء التلبية:

1.     حديث ابن عباس: قال ابن عباس رضي الله عنه: "يلبي المعتمر حتى يفتتح الطواف".

2.     الشروع في الركن المقصود: التلبية هي دعوة للحج، وعندما يصل الحاج إلى المقصود (وهو الطواف في العمرة)، فإنه يبدأ بأداء الركن المقصود بدلًا من الاستمرار في الدعوة للحج.

فضل التلبية

التلبية تعني الإجابة بعد الإجابة، أي إعلان الطاعة لله تعالى على الدوام، لها فضل عظيم ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، منها:

1.     حديث ابن ماجه: "ما من مُحْرِم يُضحي يومه ـ أي يظل يومه ـ يلبي حتى تغيب الشمس إلا غابت ذنوبه فعاد كيوم ولدته أمه".

2.     حديث الطبراني: "ما أَهَلَّ مُهَلٍّ قط إلا بُشِّر، ولا كبَّر مكبر قط إلا بُشِّرَ". قيل يا نبي الله بالجنة؟ قال "نعم".

3.     حديث ابن ماجه والترمذي والبيهقي: "ما من مسلم يلبي إلا لبَّى مَنْ عَنْ يمينه وشماله من حجرٍ أو مَدَرٍ ـ حصا ـ حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا".

المصدر

الدرر السنية