إلى أي مدى يصل ذكاء الغراب؟ما هي أبرز صفات الغربان؟

دليل الموضوع

المقدمة

ما وصلت إليه الأبحاث عن الغربان

أبرز صفات الغربان

المقدمة:

عندما يُذكر الغراب نرى البعض منا يتشاءم برؤيته أو بسماع صوته لبشاعة صوته و لكن الغراب يُعتبر من أكثر الطيور ذكاء على الرغم من أن لديه دماغ بحجم الإبهام البشري العادي تقريبا نستعرض لكم ما وصلت إليه الأبحاث عن الغربان وأبرز صفاتهم.

ما وصلت إليه الأبحاث عن الغربان

· تم تصنيف العديد من أنواع الغربان الآن بالقرب من الرئيسيات من حيث القدرات المعرفية

· وأيضاً كشف خبراء الحياة البرية جون مارزلوف وتوني أنجيل ذكاء الغراب في كتابهما لعام 2012 هدايا الغربان تفترض الغرابيات الخصائص التي كانت تنسب إلى البشر فقط ، بما في ذلك التعرف على الذات ، والبصيرة ، والانتقام ، واستخدام الأدوات ، والسفر عبر الزمن العقلي ، والخداع ، والقتل ، واللغة ، واللعب ، والمخاطرة المحسوبة ، والتعلم الاجتماعي ، والتقاليد. نحن مختلفون ولكن بدرجة.

· قاد مارزلوف أيضا أبحاثا وجدت أن الغربان يمكنها حتى التعرف على الوجوه البشرية.

· في الآونة الأخيرة وجدت الدكتورة سارة جيلبرت وزملاؤها أن الغربان يمكنها استخدام "القوالب الذهنية" لصنع أدوات بسيطة ؛ أي أنهم يتذكرون الأبعاد التقريبية للأدوات التي يحتاجونها ويمكنهم صنعها من الصفر. من خلال التجارب الدقيقة ، قدمت الدراسة دليلا على أن الغربان لا تحاكي ببساطة سلوك صنع الأدوات. بدلا من ذلك ، يقومون بنسخ تصميم الأدوات ، ونقل القوالب العقلية للأشياء المفيدة من واحد إلى آخر. يشير هذا إلى أن الغربان قد يكون لديها (ثقافة صنع الأدوات) التراكمية المشابهة للثقافة التراكمية البشرية (أي نقل المعلومات والبناء عليها).

· الغراب هو أكثر ذكاء بكثير مما كنا نظن. بالطبع غالبا ما يكون التصنيف العلمي الغربي لذكاء الحيوان متحيزا بشدة تجاه تعبيرات العقل الشبيهة بالإنسان (ديسكولا 2013).

· الدراسات التي تكشف أن الغربان لديها ذكاء متقدم لن تكون مفاجئة حيث أظهر مسح متعدد الثقافات يركز على المجتمعات غير الزراعية (المزارعون يميلون إلى رؤية الطيور كآفات)، الغربان غالبا ما ينظر إليها على أنها محتالون وأحيانا حلفاء وكائنات مقدسة. والغربان تختلف اختلافا كبيرا من ثقافة إلى أخرى ، إلا أن العديد من المعتقدات والأساطير حول الغربان في المجتمعات الأخرى تنطوي على قدراتهم المعرفية الفريدة وبالتالي تشير إلى أن الناس يدركون ذكائهم الحيواني العالي.

· الشعب الفيتنامي خلال القرن ال19 (المعروف سابقا من قبل المستعمرين الفرنسيين والاثنوغرافيين في وقت مبكر باسم الشعب الانامي) لقد احتفظوا بالغربان داخل الشركة البشرية بسبب ذكائهم الاستثنائي وقدرتهم على التواصل.

· في عام 1881 يلاحظ لاندز أن الغربان (كورون ماكرورهينشا) قد يتم تدريبها أيضا على الكلام ، وبما أنها أكثر ذكاء من الطيور الناطقة الأخرى ، فهي ذات قيمة أعلى بكثير."يمضي لاندز في ملاحظة أن الفيتناميين استخدموا الغربان كحراس مراقبة منزليين ، قائلين "يزعم أن الغراب يمكنه حراسة منزل سيده الغائب.”علاوة على ذلك ، تشير بيانات لاندز إلى أن الفيتناميين يعتقدون أن الغربان يمكنها التعرف على الأفراد.

· يلاحظ لاندز قصة رويت عن أحد هذه الطيور التي كشفت عن خيانات الزوجة لزوجها عندما عاد من رحلته وعندها قتلها الزوج (لاندز 1881 ، 10). قد يبدو الغراب الذي ينقل معلومات محددة حول الخيانة الزوجية بعيد المنال، لكن المعلومات الإثنوغرافية تخبرنا مع ذلك تشير مثل هذه القصص إلى أنه خلال الحكم الاستعماري الفرنسي كان الناس في المجتمع الفيتنامي يعتبرون الغربان مخلوقات ذكية ذات فهم محدد للعلاقات الاجتماعية. تشير البيانات الإثنوغرافية أيضا إلى أن الفيتناميين كانوا على دراية بقدرة الغراب المعرفية على تحديد الوجوه الفردية.

· ال نينيت (سابقا يوراك في شمال القطب الشمالي روسيا) يخاطب الناس لكي يلتزموا بالمحظورات المتعلقة بقتل الغربان. كل من هذه التصرفات مرتبطة باعتقاد نينيت بأن الغربان كائنات مقدسة. لاحظ تويفو ليتيسالو وفريدا شفيرتزي (1924 ، 55) أن عائلة نينيتس تعتقد أن الغربان مقدسة لدرجة أن الأسلحة الحديثة تتضرر عند استخدامها ضدهم; إذا أطلق شخص ما النار على غراب ، فإن بندقيته تكون عديمة الفائدة

· "بالنسبة إلى نينيت ، ترتبط قدسية الغراب بالاعتقاد بأن الغربان لها صلة خاصة بالمناظر الطبيعية الأكبر مما يمنحها معرفة فريدة فيما يتعلق بالتضاريس وأفعال الناس.

· يصف ليتيسالو وشفيرتزه (1924 ، 55) كيف يحدث هذا الاعتقاد عندما يسافر نينيتس ، "إذا انتقلت غابة يوراك إلى مكان آخر وإذا طار غراب أمامه ، يختفي الطائر قبل وقت قصير من الوصول إلى الوجهة. ويعتقد أن الطائر يعرف إلى أين يتحرك الرجل ، تعتبر نينيتس أن الغربان لديها القدرة على الرؤية في المستقبل، إذا بكى الغراب كاي ، كاي ، كاي ، فمن المقرر أن يصل الضيوف في غضون ثلاثة أيام. إذا بكى بطريقة غريبة كما لو أن شخصا ما كان يضربه بعصا ، فهذا يعني شيئا سيئا " (ليتيسالو وشفيرتزه (1924 ، 56).

أبرز صفات الغربان

§ عرفت الغربان بأنها من الطيور التي تقيم العدل على الأرض بقانون خاص حيث يتعارف على الغربان بأنها تصدر أصوات عالية بترددات مختلفة و هذه الترددات تعتبر لغة تعارف فيما بينها فكل نوع من الغربان له صوتاً بتردد معين وهذه الترددات بمثابة شفرات متعارف عليها للمجموعة الواحدة حيث أثبتت دراسات سلوك عالم الحيوان محاكم الغربان و فيها تحاكم الجماعة أي فرد يخرج على نظامها حسب قوانين العدالة الفطرية التي وضعها الله عزوجل ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها منها نتف الريش

§ هل معقول أن هذا الطائر الضعيف يعلم الإنسان دفن الموتى؟ هذا ما يؤكد ذكاء هذا الطائر والذي أخبرنا به الله عز وجل قبل1400سنة وإلى ما هو أكثر من دفن الموتى؟؟؟.

§ الطائر الوحيد الذي يجرؤ على نقر النسر هو الغراب، حيث يجلس على ظهره ويعض رقبته لكن النسر لا يستجيب ولا يتشاجر مع الغراب ؛ ولا يقضي وقتاً ولا طاقة لإبعاد الغراب عنه وكل ما يقوم به النسر، هو فتح اجنحته والتحليق عاليا، لأنه يعلم كلما زاد ارتفاع الطيران كلما كان من الصعب على الغراب التنفس، مما يؤدي بالغراب إلى السقوط بسبب نقص الاكسجين.

§ قام فريق بريطاني بأخذ إحدى إناث الغربان إلى أحد المختبرات البريطانية ووضعوا لحمًا مهروسًا داخل أنبوبة اختبار وبالقرب منها قطعة من السلك المعدني الطويل وتركوا الغراب مع هذه الأدوات داخل المختبر وقاموا بتصوير ما يحدث. فوجدوا بعد أقل من 10 دقائق أن أنثى الغراب قامت بثني نهاية السلك المعدني ليصبح مثل الخطاف وأدخلته برجلها إلى داخل أنبوبة الاختبار ثم قامت بسحب اللحم المهروس من داخلها ثم التهمته. فاعتقد العلماء أنها فعلت ذلك صدفة فكرروا التجربة 10 مرات ونجحت أنثى الغراب في العشر مرات في إخراج اللحم والتهامه.

§ في ثقافة الفايكنج تعتبر الغربان مهمة بشكل خاص لأنها الأرواح المساعدة للإله القوي أودين حيث أنه في وقت مبكر من القرن 6 و 7 تظهر الصور البصرية أودين يرافقه الغربان. تشهد أسماء المساعدين الحيوانيين لأودين على كيفية إدراك شعوب الشمال لهذه الطيور الذكية. ينطق على التوالي "هو جين "و" مو نين " ، يشير اسم هوجين إلى الفكر ومونين كذاكرة (بستان 1997). مع القدرة على الطيران والتواصل مع أودين ، تشير أساطير الفايكنج إلى أن شعوب الفايكنج ربما اعتقدوا أن الغربان يمكن أن تدرك بذكاء الفعل البشري. من خلال التواصل بذكاء ، قام مساعدو الحيوانات في أودين هوجين ومونين بتوسيع حواس أودين وبالتالي شخصيته أيضا. يصف المؤرخ الأيسلندي سنوري ستورلسون (سيميك 1993) هذه العلاقة التي تمتد حواس أودين إلى ما وراء جسده، "يجلس اثنان من الغربان على كتفيه (أودين) ويهمسون كل الأخبار التي يرونها ويسمعونها في أذنه ؛ يطلق عليهم هوجين ومونين. يرسلهم في الصباح ليطيروا حول العالم كله ، وبحلول الإفطار يعودون مرة أخرى. وهكذا ، يكتشف العديد من الأشياء الجديدة وهذا هو السبب في أنه يسمى (هرافناغو ð ).”

احترام كائن الغراب من قبل مجتمع النوير

§ الكتابة عن مجتمع النوير ، عالم الأنثروبولوجيا الأسطوري إيفانز بريتشارد (1956 ، 80) يشير إلى أن شعب النوير الأفريقي الرعوي كان يحترم الغراب الكبير. وبشكل أكثر تحديدا ، يلاحظ إيفانز بريتشارد أن النوير لديهم علاقة دينية وأحيانا عائلية مع الغربان. ويلاحظ أن  جاكوك في رول ، الغراب الصغير ، وهو طائر يتردد على منازل النوير ، مفضل بشكل خاص لأنه طائر الروح الأنثوية بوك ، والدة دينغ. يقول النوير أن (الجميع يحترم الغراب بييه) ، ويسمع المرء أحيانا أنه يتحدث عن كوار ، كاهن. لذلك يمكن للنوير أن يستمتع بسهولة بفكرة أن الطائر هو طوطم النسب ، أي شعار الروح المتصور فيما يتعلق بالنسب" (إيفانز بريتشارد 1956 ، 80).

§ يلاحظ إيفان بريتشارد كذلك أن شعب النوير يعتبر الغراب قائدا بينما ينظر إلى أنواع الطيور الأخرى (مثل العصافير) على أنها مصادر للتدمير (1934 ). عرض الغراب كقائد أو كاهن بدلا من قوة مدمرة بناء على أدلة جوهرية على وعي الغراب ، أثبتت جامعة ألمانية أن بعض الغربان يمكن أن تتعلم التعرف على الصفر كوحدة حيث عرضت للغربان مجموعتين من النقاط على الشاشة وتم تعليمها للإشارة إلى ما إذا كانت الشاشتين لهما نفس القيم. يمكن أن يكون هناك ما بين صفر وأربع نقاط. تماما كما هو الحال مع 1 و 2 و 3 و 4—عندما لم تظهر الشاشات أي نقاط ، أظهرت الخلايا العصبية في دماغ الغراب أنها تفهم أن هذه قيمة رقمية ، لكنها كانت قيمة رقمية لا تحتوي على شيء .

في العصور القديمة

v في وقت مبكر من 1770 المصريين كانوا يصنعون الهيروغليفية مع القيمة الأساسية" نفر " التي بدأت العد والمسافات. لم يتمكن اليونانيون الثقلون أبدا من التقاط المفهوم في عدهم أو لغتهم أو فلسفتهم ، مما يعني أنه بالإضافة إلى كونهم أحيانا أكثر ذكاء من طالب الصف الأول ، كانت هذه (الغربان العد) أكثر ذكاء من بعض النواحي من الإغريق الكلاسيكيين .

v ساهم نيدر بشكل كبير في النظرية الحالية للوعي الحيواني ، وهي أنه من الممكن أن يكون هذا المستوى الأعلى من التفكير غير مرتبط بالضرورة بوجود القشرة الدماغية ، وهي منطقة قحفية توجد فقط في الرئيسيات والقردة وأشباه البشر في تجربة قديمة قام بتدريب اثنين من الغربان على النقر على اللوحات بعد وميض من الضوء الأزرق أو الضوء الأحمر ، لكن نيدر جعل المهمة أكثر صعوبة من خلال تغيير القواعد باستمرار ، الأمر الذي تطلب من الغربان التصغير والنظر إلى المهمة ككل ، بدلا من مجرد تخصيص حركات جسدية لمكافأة .

v كان يغير الضوء الذي تم تعيينه إلى أي لوحة ، وكان يغير أحيانا القواعد قبل الفلاش ، وأحيانا بعد الفلاش ، ويقطع باستمرار تعليمات قاعدة الطيور .

يوضح هذا الموجز العلاقات بين الإنسان والغراب أن مجتمعات أنامي, فايكنغ, نينيت, والنوير اعتبروا الغراب حيوانا خاصا. بالنسبة لهذه الثقافات، تميز الغراب بذكائه وذاكرته ومعرفته وقيادته وقدسيته وغيرها من الصفات الفريدة ثقافيا. على الرغم من تشابهها في كثير من النواحي ، إلا أن المعتقدات والممارسات الموصوفة هنا تختلف لأنها نشأت في سياق التاريخ المحلي والمشاركة مع البيئات المحلية. يمكن استكشاف التباين في معتقدات الغراب بشكل أكبر من خلال مواصلة البحث حول موضوع العلاقات بين الإنسان والغراب. يمكن أن تؤدي دراسة المعرفة والممارسات عبر الثقافات المتعلقة بالعلاقات بين الإنسان والغراب إلى إثراء الفهم العلمي الغربي لذكاء الغراب أيضا.

المراجع

hraf.yale.edu

goodnewsnetwork