أحدث المواضيع:
تقييمات الموضوع الحالية:
قدم المخرج الفرنسي ميشال توسكا، الأحد، بقاعة “ابن زيدون” برياض الفتح، فيلمه الوثائقي “حر” ضمن فعاليات مهرجان الفيلم الملتزم في طبعته التاسعة، الذي يعود فيه إلى ظاهرة أرقت العالم وهي الهجرة غير الشرعية ولكن عالج الموضوع بطريقة إنسانية ونقل ما يجري على أرض الواقع بكل صدق، فكشف معاناة المهاجرين وتعنت المسؤول الأوروبي. عاد توسكا في وثائقي “حر” متحصل على تنويه خاص من لجنة تحكيم “العين الذهبية “بمهرجان “كان” السينمائي الأخير، إلى قضية الهجرة ومعاناة المهاجرين العرب والأفارقة الباحثين عن الجنة الموعودة، فسلط الضوء على ما يحدث لهم في سهول وجبال أوروبا، عبر منطقة “لارويا” الحدودية بين فرنسا وإيطاليا. تتابع كاميرا توسكا تحركات ويوميات صديقه سيديريك هيرو الذي يقطن معه بـ”لارويا”، وكيف يقدم المساعدة للوافدين الجدد من “الحراقة” عبر إيوائهم ومداواتهم ومنحهم الأكل واللباس بمساعدة من بعض أصدقائه، بل إنه “يتواصل مع السلطات الفرنسية والإيطالية قصد تقديم طلبات اللجوء السياسي لهؤلاء الماكثين عنده”. هيرو سيدريك فلاح بـ”لارويا” يربي الدجاج ويجني الزيتون ويقوم بكل أمور الفلاحة باعتبار المنطقة فلاحية، ولكن بالمقابل أصبح مناضلا لديه قضية إنسانية يدافع عنها هي معاناة المهاجرين، تحمل مسؤولية إيوائهم وإطعامهم بل والدفاع عنهم أمام السلطات التي حاولت أن تكسر جهوده ولكن لم تفلح في كثير من الأحيان. في الفيلم يلفت المخرج إلى طريقة تعامل السلطات مع هيرو سديريك، تابعته قضائيا بسبب حمايته للمهاجرين القادمين من بلدان إفريقية وعربية، الرجل ناضل وواصل المسير ووقف الند للند مع السلطات التي طالبها بضرورة إيواء هؤلاء فبحسبه لديهم الحق في السكن والعيش الكريم. وجاء في حديث هيرو في الفيلم: “أدافع عن هؤلاء مهما كانوا سودا أو بيضا، لديهم الحق في العيش، سأواصل النضال بصوتي وبالكتابة”. تحول هيرو إلى ناشط حقوقي حتى إنه تعرض للاعتقال عندما حاول الدخول بلا وثائق رفقة زوجين وابنهما، قصد العلاج، فتم توقيفه، قام بالاحتجاج كم مرة أمام مؤسسات الدولة، دخلت قضيته أروقة العدالة. رصدت كاميرا “توسكا” المسار النضالي لهيرو سدريك، تتبعته في كل لحظة يقضيها مع الحراقة، هؤلاء يتم تعليمهم الفرنسية من طرف أصدقائه، لذلك يعتبر المخرج هيرو شاهد عيان على ما يحدث للمهاجرين في سهل لارويا وصراعهم مع السلطات قصد إيجاد حل نهائي لهم، وبالتالي بات هيرو معنيا بالقضية أكثر. وقال توسكا عقب العرض إنّ فيلمه “حر” يروي معاناة لاجئين، معاناة نفسية وصحية، وكيف وصلوا إلى لارويا وكيف يحاولون الخروج منها بمساعدة هيرو”. وأضاف توسكا أنّ الفيلم احتوى مشاهد شاعرية وإنسانية أكثر، دون أن يركز على الجانب التاريخي أو الجانب السياسي الذي بدا فقط في رد السلطات وقسوة عناصر الأمن مع المهاجرين في مراكز الحجز”. وأردف: “في عملي لا أهاجم ولا أنتقد طرفا معينا أو آخر، ولكن نقلت ما يجري بكل صدق، غير أنّ العمل فيه شق سياسي نوعا ما ولكن لم أركز عليه كثيرا”. وأشار المتحدث إلى أنّ الفيلم حظي بردود فعل إيجابية خلال عرضه في فرنسا وفي بلدان أوربية أخرى كبلجيكا، غير أنّ البعض الآخر كان ضده
المصدر : الشروق .
من فضلك اترك تقيييمك
شارك الموضوع
يمكنك الاشتراك بالبريد الالكتروني ليصلك اخر المواضيع , والفيديوهات والكتب