اضطراب الألعاب الإلكترونية: المخاطر وطرق التغلب عليه

دليل الموضوع:

المقدمة

ما هو اضطراب الألعاب الإلكترونية؟

أعراض اصضراب الألعاب الإلكترونية

أسباب إدمان الألعاب الإلكترونية

علاج إدمان الألعاب الإلكترونية للمراهقين

المصادر

ا لمقدمة

إن الانغماس المفرط في عالم الألعاب الافتراضية، ما يعرف بـ اضطراب الألعاب الإلكترونية، يمثل تهديداً حقيقياً لرفاهية الأفراد.

يقيد التعلق الشديد بهذه الألعاب قدرة الشخص على التحكم في سلوكه، مما يؤدي إلى تدهور أدائه في مختلف جوانب حياته اليومية.

سواء كانت هذه الجوانب شخصية، أو اجتماعية، أو تعليمية، أو مهنية، فإن إدمان الألعاب يترك آثاراً سلبية عميقة على حياة المدمن.

لنلقي نظرة على طبيعة هذا الإدمان وأسبابه وأعراضه وتأثيره على سلوك الفرد، كما نتناول أيضًا طرق العلاج النفسي ونصائح للوقاية.

ما هو اضطراب الألعاب الإلكترونية؟

يتجاوز إدمان ألعاب الفيديو مجرد هواية مسلية، ليصبح سلوكاً مدمراً يؤثر على مختلف جوانب حياة الفرد.

فالتعلق المفرط بالألعاب يؤدي إلى فقدان السيطرة على الوقت والجهد، مما ينعكس سلباً على العناية الشخصية، والعلاقات الاجتماعية، والأداء الأكاديمي والمهني.

لا يقتصر هذا الإدمان على نوع معين من الألعاب أو الأجهزة، بل يشمل أي نشاط يرتبط بالألعاب الإلكترونية.

وتتمثل الآلية الأساسية لإدمان ألعاب الفيديو في الدافع القوي للفوز والإحساس بالإنجاز.

فالألعاب الإلكترونية مصممة بطريقة تثير الإدمان، حيث توفر تجربة ممتعة ومجزية تدفع اللاعبين إلى الاستمرار.

ومع تكرار هذه التجربة، يتحول اللعب من مجرد نشاط ترفيهي إلى سلوك قهري يصعب مقاومته.

ومع تطور التكنولوجيا وانتشار هذه الألعاب، أصبح إدمانها ظاهرة عالمية تؤثر على فئات عمرية مختلفة.

سهولة الوصول إلى الألعاب عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية جعلت من الصعب مقاومة الإغراء، لذلك هذا الإدمان يمثل تحدياً جديداً للمجتمع، ويستدعي تطوير استراتيجيات جديدة للوقاية والعلاج.

بينما يشترك إدمان ألعاب الفيديو وإدمان المقامرة في بعض السمات المشتركة، مثل: فقدان السيطرة على السلوك وتأثيره السلبي على الحياة اليومية، إلا أن هناك اختلافات جوهرية بينهما.

ففي حين ترتبط المقامرة بخسائر مالية مباشرة، فإن إدمان الألعاب لا ينطوي على مثل هذه الخسائر. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب الألعاب مهارات وقدرات ذهنية وجسدية، بينما تعتمد المقامرة بشكل كبير على الحظ.

ومع ذلك، فإن كلا النوعين من الإدمان يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصحة النفسية والاجتماعية.

أعراض اضطراب الألعاب الإلكترونية

يتجلى إدمان ألعاب الفيديو في مجموعة من الأعراض التي تؤثر سلبًا على حياة المدمن، ومن أبرز هذه الأعراض:

• تدهور الأداء في المجالات الحياتية المختلفة، سواء كانت دراسية أو مهنية أو اجتماعية، فبدلاً من التركيز على واجباته، يجد المدمن نفسه منجذبًا بشكل لا إرادي إلى عالم الألعاب الافتراضية.
• عندما يحاول التوقف عن اللعب، يعاني من أعراض انسحاب مزعجة، مثل: الحزن والقلق والانفعال، مما يدفعه إلى العودة إلى اللعب مرة أخرى.
• يصبح المدمن بحاجة إلى اللعب لفترات أطول وأكثر تكرارًا لتحقيق نفس الإحساس بالرضا.
• العزلة الاجتماعية، والقلق، والاكتئاب.
• صعوبات في العلاقات الشخصية، وتقلبات مزاجية حادة، وصعوبة في التركيز.
• تغييرات جذرية في سلوك المدمن، فبدلاً من الاستمتاع بالأنشطة والهوايات التي كان يمارسها سابقًا، يجد نفسه منجذبًا بشكل لا يقاوم إلى عالم الألعاب الافتراضي.
• يواجه صعوبة بالغة في تقليل وقت اللعب، حتى لو كان يعي تمامًا بالعواقب السلبية التي يسببها ذلك. الكذب على من حوله بشأن مقدار الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة.
• يهمل المدمن نفسه ونظافته الشخصية.
• استخدامها كوسيلة للهروب من المشاعر السلبية كالشعور بالذنب أو اليأس.

أسباب إدمان الألعاب الإلكترونية

رغم الانتشار الواسع لإدمان ألعاب الفيديو، إلا أن العلماء لا يزالون يبحثون عن الأسباب الدقيقة وراء هذا السلوك المعقد.

ومع ذلك، تشير الدراسات إلى دور مهم للدوبامين، وهو ناقل عصبي يرتبط بالمتعة والمكافأة في تكوين هذا الإدمان.

عندما يلعب الشخص ألعاب الفيديو ويفوز، يتم تحفيز الدماغ لإطلاق الدوبامين، مما يولد شعوراً بالمتعة والإدمان.

هذه الآلية المشابهة لتلك التي تحدث في حالات الإدمان الأخرى، مثل: إدمان المخدرات والكحول، تسلط الضوء على الطبيعة المعقدة لإدمان الألعاب.

تشخيص اضطراب الألعاب الإلكترونية

لتشخيص إدمان ألعاب الفيديو، يجب أن تتجاوز مشكلة اللعب مجرد هواية عادية، أي يجب أن تؤثر بشكل كبير على أداء الفرد في مختلف المجالات الحياتية، مثل: الدراسة، والعمل، والعلاقات الاجتماعية.

كما يجب أن تستمر هذه المشكلة لفترة طويلة عادةً ما لا تقل عن عام، حتى يتم تشخيصها بشكل رسمي.

عند الشك في وجود إدمان على ألعاب الفيديو، يلجأ الشخص إلى متخصص في الصحة النفسية لتقييم حالته بدقة.

يعتمد الأخصائي على أدوات تشخيصية معتمدة، مثل: الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، لتحديد مدى خطورة المشكلة.

ومن خلال إجراء مقابلة شاملة مع المريض، يستكشف الأخصائي تاريخه الطبي والنفسي، وأنماط لعبه، وتأثير هذا الإدمان على مختلف جوانب حياته، وبناءً عليه يتم تشخيص الحالة وتحديد خطة العلاج المناسبة.

التشخيص المبكر لإدمان ألعاب الفيديو له أهمية كبيرة في تحقيق الشفاء، فكلما تم اكتشاف المشكلة في وقت مبكر، زادت فرص التعافي بنجاح.

لذلك، ينصح باللجوء إلى متخصص في الصحة النفسية عند ملاحظة أي تغييرات سلبية في سلوك الفرد أو أدائه.

علاج إدمان الألعاب الإلكترونية للمراهقين

تعتبر العلاجات النفسية هي الخطوة الأولى والأكثر فعالية في التغلب على إدمان ألعاب الفيديو.

من خلال جلسات العلاج المنتظمة مع متخصص في الصحة النفسية، يمكن للمدمن التعرف على الأسباب الكامنة وراء هذا الإدمان، وتطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع المشاعر والأفكار السلبية التي تدفعه إلى اللعب.

يعتبر العلاج النفسي بمثابة رحلة لاستكشاف الذات وتغيير أنماط التفكير والسلوك، مما يساهم في تحقيق الشفاء التام، وتتضمن أنواع العلاجات النفسية لعلاج اضطراب الألعاب الإلكترونية، ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي

يعمل هذا النوع من العلاج على استكشاف العلاقة بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات، من خلال جلسات العلاج المنتظمة، يساعد المعالج المريض على فهم كيف تساهم أفكاره السلبية في تعزيز سلوك الإدمان.

وبالتعاون مع المعالج، يتعلم المريض تحديد هذه الأفكار وتحديها واستبدالها بأفكار أكثر واقعية وإيجابية، وبالتالي يتمكن من تغيير أنماط سلوكه تدريجيًا.

العلاج الجماعي

يُعد بمثابة منارة أمل للعديد من الأشخاص الذين يعانون من إدمان ألعاب الفيديو.

إذ يتجمع الأفراد الذين يشاركون تجارب مماثلة في بيئة آمنة وداعمة، لتبادل الخبرات والمشاعر.

ومن خلال مشاركة قصصهم وتحدياتهم، يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة، ويحصلون على الدعم والتشجيع من الآخرين الذين يمرون بنفس التجربة، ويساهم هذا الدعم الاجتماعي القوي بشكل كبير في عملية الشفاء والتعافي.

الإرشاد الأسري

تلعب الأسرة دوراً حيوياً في عملية شفاء المدمن على ألعاب الفيديو، وعن طريق  جلسات الإرشاد الأسري، يمكن لأفراد الأسرة الحصول على الدعم والتوجيه اللازمين لفهم طبيعة هذا الاضطراب وكيفية التعامل معه بشكل فعال.

يساعد هذا النوع من العلاج على بناء بيئة منزلية أكثر استقراراً ودعماً، مما يشجع المدمن على الالتزام بخطة العلاج.

العلاج بالأدوية

يرتبط اضطراب الألعاب الإلكترونية في كثير من الحالات بمشاكل صحية نفسية أخرى، مثل: الاكتئاب أو القلق أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

ويلجأ بعض الأشخاص إلى الألعاب كوسيلة للهروب من هذه المشاعر السلبية أو لتخفيف الضغط.

لذلك، يوصي الطبيب المعالج باستخدام الأدوية المناسبة لعلاج هذه الحالات النفسية الأساسية، كجزء من خطة العلاج الشاملة لإدمان الألعاب.

الوقاية من اضطراب الألعاب الإلكترونية

تشير الأبحاث إلى أن عوامل نفسية، مثل: الاندفاع، وانخفاض ضبط النفس، والقلق تتسبب في تطوير هذا الإدمان.

بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض السلوكيات المرتبطة بالألعاب، مثل: زيادة الإنفاق على الألعاب، والتردد المنتظم على مجتمعات اللاعبين، تزيد من خطر الإدمان.

فهم العوامل التي تساهم في تطوير إدمان ألعاب الفيديو أمر بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات علاجية فعالة، والتي تمكّن الباحثين والمختصين في الصحة النفسية تطوير برامج وقائية وتدخلات مبكرة لمنع أو تقليل آثار هذا الاضطراب.

كما يمكن للأفراد وعائلاتهم الاستفادة من هذه المعلومات لتحديد عوامل الخطر لديهم واتخاذ الخطوات اللازمة للوقاية من الإدمان.

المصادر

clevelandclinic

منظمة الصحة العالمية