أكبر مدينة تحت الارض في تركيا: ماتياتي جوهرة ماردين الخفية

دليل الموضوع:

المقدمة

كيفية اكتشاف مدينة تحت الارض في تركيا

كيف كانت الحياة في أكبر مدينة تحت الأرض في تركيا؟

المصدر

المقدمة

أُكتشفت أكبر مدينة تحت الارض في تركيا تحت المنازل الحجرية لمدينة مديات التركية، تكمن أسرار مدفونة منذ آلاف السنين.

حيث كشفت أعمال تنقيب حديثة في قلب جنوب شرق تركيا، عن شبكة معقدة من الأنفاق والقاعات تحت الأرض، تشكل ما يعتقد الخبراء أنها أكبر مدينة تحت الأرض في البلاد.

تزيد هذه المدينة الغامضة عن 50 قاعة متصلة ببعضها البعض عبر نفق طويل يمتد لأكثر من 120 متراً.

وذلك، يثير تساؤلات حول أبعاد هذه الحضارة القديمة وعادات سكانها الغامضة، والتي تزين جدران قاعاتهم برسومات بديعة تصور حيوانات وأشكال هندسية وعلامات غامضة، مما يضيف إلى غموض هذا الاكتشاف المذهل.

كيفية اكتشاف مدينة تحت الارض في تركيا

تعتبر مدينة ماردين التي صنفتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 1979، كنزًا أثريًا لا يقدر بثمن.

فإلى جانب مدن عريقة مثل القدس وفينيسيا، تتميز ماردين بحفاظها على نسيجها العمراني الأصيل على مر العصور.

وفي قلب هذه المدينة التاريخية، كشفت أعمال تنقيب حديثة عن اكتشاف مذهل، مدينة ضخمة تحت الأرض تتجاوز مساحتها 8200 متر مربع، وهي جزء صغير من مساحة إجمالية تقدر بـ900 ألف متر مربع.

في صيف عام 2020، وبينما كانت بلدية مديات تقوم بأعمال تنظيف روتينية لأقبية المنازل القديمة، اكتشفت صدفةً مدخلاً ضيقًا خلف باب خشبي أزرق يؤدي إلى نفقًا ضيقًا لا يتجاوز عرضه 1.70 متر، وهو المدخل الوحيد المعروف حتى الآن لهذه المدينة تحت الأرض.

لم يكن أحد يتوقع أن هذا المدخل البسيط سيؤدي إلى اكتشاف مدينة كاملة تحت الأرض، كانت مخبأة لعصور طويلة.

فتح هذا الاكتشاف العرضي نافذة على عالم قديم، وجعل ذلك مدينة ماردين واحدة من أكبر المواقع تحت الأرض في العالم.

كما كشف عن ذكاء ومهارة سكان هذه المدينة الذين لجأوا إلى باطن الأرض بحثًا عن الأمان والحماية.

كيف كانت الحياة في أكبر مدينة تحت الأرض في تركيا؟

تحت الأرض في قلب مدينة ماردين، يكمن دليل حي على التسامح الديني والتعايش السلمي الذي ساد المنطقة لقرون طويلة.

فمدينة "ماتياتي" تحت الأرض كما يطلق عليها، كانت ملاذاً آمناً لجميع المؤمنين بغض النظر عن دينهم.

في مواجهة التهديدات المستمرة من الغزاة والاضطرابات السياسية، لجأ سكان المنطقة إلى بناء ملاجئ تحت الأرض لحماية أنفسهم ومقدساتهم.

وكانت مدينة ماتياتي واحدة من هذه الملاجئ، حيث حفرت في باطن الأرض شبكة معقدة من الأنفاق والقاعات التي استخدمت كمنازل ومساجد وكنائس.

وتشير الدلائل الأثرية إلى أن هذه المدينة كانت تستخدم كملاذ آمن لفترات طويلة، مما يدل على أهميتها الاستراتيجية والدينية.

وتظهر على جدران هذه المدينة آثار الأدوات التي استخدمها بناؤها، مما يشير إلى جهد جماعي كبير شارك فيه مختلف الأديان والثقافات.

كما توجد آثار واضحة على الحضارات التي تعاقبت على المنطقة، من الآشوريين والفرس إلى الرومان والبيزنطيين.

وتشير الاكتشافات الأثرية إلى أن هذه المدينة كانت مركزًا دينيًا واجتماعيًا مهمًا لسكان المنطقة.

ولم تقتصر وظيفة أكبر مدينة تحت الارض في تركيا على تقديم المأوى في أوقات الشدة، بل تعدت ذلك لتشمل جوانب مختلفة من حياة السكان.

فاستخدمت هذه الأقبية كمخازن للحبوب والأدوات، ومقابر للدفن، وورش عمل للحرفيين.

وتؤكد الاكتشافات الأثرية الغنية، والتي تشمل أدوات منزلية، ومجوهرات، وعظام حيوانات، على أن هذه المدينة كانت مركزًا زراعيًا وتجاريًا مهمًا في المنطقة.

وعلى عكس مدن كابادوكيا العمودية التي حُفرت في أعماق الصخور، تمتد مدينة مديات تحت الأرض أفقياً، مما يجعلها فريدة من نوعها في المنطقة.

ففي حين أن مدن كابادوكيا كانت عبارة عن مدن متعددة الطوابق، كانت مدينة مديات عبارة عن شبكة من الأنفاق والقاعات المتصلة ببعضها البعض، وتظهر هذه الاختلافات التنوع الكبير في أنماط العيش والبناء في هذه المنطقة.

وتعتبر مدينة مديات كنزا أثريًا لا يقدر بثمن، وتعد اكتشاف هذه المدينة تحت الأرض خطوة مهمة في جهود البلدية لتعزيز السياحة في المنطقة.

فمن خلال الكشف عن هذه المدينة الغامضة، تأمل البلدية في جذب السياح من جميع أنحاء العالم، مما يساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة لسكان المنطقة.

المصدر

مواقع إلكترونية