طريقة صلاة ركعتين التوبة .. فضلها وشروطها ووقت أدائها

دليل الموضوع:

المقدمة

فضل صلاة التوبة

طريقة صلاة ركعتين التوبة

حكم صلاة التوبة كل يوم

شروط التوبة النصوحة

متى يغلق باب التوبة؟

المصدر

المقدمة

التوبة من أسمى القربات التي يقرب بها العبد من ربه، وهي باب مفتوح للرجوع إلى الله تعالى مهما بلغت الذنوب.

وقد حثنا ديننا الحنيف على الإكثار من التوبة والاستغفار، وجعل لنا صلاة التوبة وسيلة للتطهير من الذنوب والتقرب إلى الله.

وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم" ما من رجل يذنب ذنبا، ثم يقوم فيتطهر، ثم يصلي، ثم يستغفر الله إلا غفر الله له".

ففي هذا الحديث الشريف، يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل التوبة وسهولة طريقها، حيث يكفي المسلم أن يتطهر ويصلي ويدعو الله ليغفر له ذنوبه."

فضل صلاة التوبة

الصلاة في الإسلام ليست مجرد عبادة روتينية، بل هي ركيزة أساسية من أركان الدين ترتبط بكل جوانب حياة المسلم.

فتنوع أحوال الإنسان وتعدد احتياجاته يجد تجسيدًا جميلاً في تعدد أسباب الصلاة وأوقاتها.

فمن الاستخارة التي يطلب فيها المسلم الهداية والتيسير، إلى الاستسقاء الذي يرفع فيه أكف الضراعة طلبًا للرحمة، ووصولًا إلى صلاة الخسوف والكسوف التي تعبر عن خشوع العبد وتقربه من ربه، نجد أن الصلاة هي لغة الحوار الدائم بين العبد وربه.

وأهمل الكثيرون صلاة التوبة، رغم أنها من العبادات التي شرعها الله تعالى للتوبة عن الذنوب، ففي ظل كثرة الانشغالات، قل الاهتمام بهذه الصلاة رغم فضلها العظيم.

وقد ورد في الحديث الشريف عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من رجل يذنب ذنباً ثم يتطهر ويصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له". وهذا يدل على أهمية هذه الصلاة في مغفرة الذنوب".

وأوضح الإمام الطيبي أن عبارة "ذكروا الله" في القرآن الكريم تشير إلى الصلاة، كما في قوله تعالى: "فاسعوا إلى ذكر الله"،  وهذا التفسير يتوافق مع الحديث النبوي الشريف الذي ينص على أن من يذنب ثم يصلي ويستغفر يغفر الله له، وبذلك تتضح العلاقة بين ذكر الله بالصلاة وبين مغفرة الذنوب.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن التوبة واجبة على المسلم فور ارتكابه الذنب، ومن السنة المؤكدة أن يصلي ركعتين بعد التطهر قبل أن يستغفر الله، كما ورد في حديث أبي بكر الصديق.

وهذا يعني أن صلاة التوبة ليست شرطًا لقبول التوبة، ولكنها سنة مستحبة تعين على الخشوع والتوبة النصوح.

ما هي طريقة صلاة ركعتين التوبة؟

قال الفقيه الجاوي: إن صلاة التوبة تؤدى قبل التوبة، وهي عبارة عن ركعتين ينوي بهما أداء سنة التوبة.

وحتى لو تأخرت هذه الصلاة عن وقت الذنب، فإن التوبة تبقى واجبة، وصلاة التوبة تعتبر وسيلة لمساعدته على التوبة الصادقة.

وأكدت دار الإفتاء على وجود صلاة خاصة للتوبة، وهي سنة مؤكدة وردت في الأحاديث النبوية الشريفة، وعدد ركعات هذه الصلاة ركعتان، يدعو فيها المصلي إلى الله تعالى بخضوع وتضرع، ويسأله المغفرة.

وهذا يدل على اهتمام الإسلام بالتوبة والاستغفار، ويوفر للمسلم وسيلة للتطهير من ذنوبه والتقرب إلى ربه.

حكم صلاة التوبة كل يوم

أوضح الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن بعض الصالحين والفقهاء رأوا أن صلاة ركعتين بعد الذنب تساهم في التوبة إلى الله تعالى.

واستندوا في ذلك إلى قوله تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ".

أي أنهم فهموا من هذه الآية أن أي صلاة، فرضًا كانت أو نفلًا، تعمل على محو السيئات، وبالتالي فإن صلاة ركعتين بنية التوبة يمكن أن تكون وسيلة للتطهير من الذنوب.

شروط التوبة النصوحة

يشترط في قبول التوبة من العبد أن يستوفي خمسة شروط أساسية، وهي:

1.     أولها الإخلاص لله تعالى في التوبة، بحيث تكون نابعة من القلب خالصة لوجه الله تعالى.

2.     ثانيًا، الإقلاع عن الذنب نهائيًا والندم على ارتكابه.

3.     ثالثًا، العزم الصادق على عدم العودة إلى ذلك الذنب مرة أخرى.

4.     رابعًا، أداء الحقوق إلى أصحابها إن كانت الذنوب متعلقة بحقوق الآخرين.

5.     خامسًا، أن تكون التوبة قبل حلول الأجل، وعند استيفاء هذه الشروط يطمئن العبد إلى قبول توبته.

متى يغلق باب التوبة؟

حدد الله تعالى وقتين محددين يغلق فيهما باب التوبة عن العبد، الأول هو عندما يبدأ الموت بالاقتراب من الإنسان، ويصل إلى مرحلة الغرغرة، أي عندما تصل روحه إلى الحلقوم.

والثاني هو وقت غروب الشمس، حيث ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، أي ما دام الموت لم يدن منه.

من أعظم نعم الله على عباده أنه يفتح باب التوبة أمامهم، ويتقبل توبتهم مهما كانت كبيرة، إلا أن هذا الباب لا يبقى مفتوحًا إلى الأبد، بل يغلق عند اقتراب الأجل ووصول الروح إلى الحلقوم.

وهذا يعني أن التوبة الصادقة قبل الموت هي السبيل الوحيد للفوز برحمة الله ومغفرته، وقد أكد القرآن الكريم على هذا المعنى بقوله: "وليسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ".

وأكدت الأحاديث النبوية الشريفة على أن الله تعالى يقبل توبة العبد طوال الليل والنهار، إلا أن هذا الباب يغلق نهائيًا عند طلوع الشمس من مغربها.

وهذا يعني أن الفرصة سانحة للتوبة والاستغفار طوال الوقت، ولكن يجب على المسلم أن يستعجلها قبل أن يفوته الأجل.

وقد ورد في حديث شريف: "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها".

المصدر

إسلام ويب