تشمل علامات الابتزاز العاطفي التهديد والعقاب، وإثارة الشعور بالذنب، والمبالغة في المشاعر، والتشهير، والإغراء بالمكافآت، بهدف تحقيق أهدافهم الشخصية على حساب الآخر، الذي يشعر بالضعف وعدم القيمة
دليل الموضوع:
المقدمة
مراحل الابتزاز العاطفي
أمثلة على الابتزاز العاطفي
كيف أحمي نفسي من الابتزاز العاطفي؟
المصادر
المقدمة
هل شعرت يومًا بأنك محاصر في علاقة تجعلك تشعر بالصغر والخوف؟ هل تجد
نفسك تتخذ قرارات لا ترغب بها حقًا، فقط لتجنب مواجهة غضب أو خيبة أمل شخص آخر؟
إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون ضحية للابتزاز العاطفي.
هذا النوع من التلاعب يستغل نقاط ضعفك ومشاعرك ليجعلك تشعر بأنك غير
قادر على الهروب أو قول لا.
في هذا المقال، نستعرض مراحل وعلامات الابتزاز العاطفي وكيف تحمي
نفسك وتعيش علاقات سوية مع من حولك.
مراحل الابتزاز
العاطفي
الابتزاز العاطفي يتبع ست مراحل متدرجة يجب فهمها جيدًا، وهي:
مرحلة الطلبات
تبدأ أولى خطوات الابتزاز العاطفي بطلبات واضحة أو ملتوية، فيطلب منك
المبتز مباشرةً التوقف عن فعل شيء ما، مثل: "لا أريدك أن ترى هذا الشخص بعد
الآن".
أو يلجأ إلى أساليب أكثر دهاءً، كأن يقول: "أشعر بالقلق عليك
عندما تكون معهم"، ورغم أن هذه الطلبات تبدو نابعة من الاهتمام، إلا أنها في
الحقيقة محاولة للسيطرة والتلاعب بمشاعرك.
مقاومة الطرف الآخر
أول خطوة لمواجهة الابتزاز العاطفي هي التعبير عن مشاعرك بصراحة، فلا
تتردد في إخبار الشخص الآخر بما يزعجك.
على سبيل المثال، إذا كنت تشعر بعدم الارتياح من دخول شخص ما إلى
مساحتك الشخصية، فقل له ذلك بوضوح: "أفضل أن أقوم بتنظيف غرفتي بنفسي، وأشعر
بالقلق من السماح للآخرين بالدخول إليها".
التعبير الصريح عن احتياجاتك هو أول خطوة نحو وضع حدود واضحة في
العلاقة.
مرحلة الضغط
في العلاقات الصحية، يتعاون الشريكان لحل المشكلات سوياً، أما
المبتزون العاطفيون، فيلجأون إلى أساليب خبيثة لتحقيق أهدافهم.
فهم يضغطون على ضحاياهم من خلال التلاعب بمشاعرهم، فيتظاهرون
بالاهتمام، ويقولون إن مقاومتك تجعلهم يشعرون بالحزن أو الغضب، أو حتى يزعمون أن
حبك لهم يتطلب منك أن تستسلم لمطالبهم.
يبدو سلوك المبتز متناقضًا في بعض الأحيان، فيدعون أنهم يهتمون بك
ويريدون الأفضل لك، ولكن في نفس الوقت يمارسون عليك ضغوطًا نفسية كبيرة، هذا
التناقض هو أحد العلامات الدالة على الابتزاز العاطفي.
التهديد المباشر وغير المباشر
من علامات الابتزاز العاطفي التهديدات كسلاح لتحقيق السيطرة، والتي
يمكن أن تكون صريحة وواضحة، مثل: "إذا فعلت كذا، فسأتركك".
أو تكون أكثر دهاءً وغير مباشرة، مثل: "لا أقضي وقتًا مع
أصدقائي لأنني أريدك أنت فقط، وإذا تركتني، سأجد شخصًا آخر"، وبهذه الطريقة،
يحاول المبتز إجبار الضحية على الاستسلام لمطالبه.
الاستسلام للمبتز
يمكن أن تستسلم لضغوط المبتز بعد فترة من المقاومة، فالتلاعب المستمر
بالمشاعر والتهديدات يكون مرهقًا جدًا، مما يدفعك إلى الاستسلام لمطالبه، وتشعر أن
هذا هو الحل الأسهل لتجنب الصراع المستمر.
التلاعب المتكرر
بمجرد أن تستسلم، يتعلم المبتز أن بإمكانه التلاعب بك بسهولة، وهذا
يعزز لديه الفكرة أن الضغط عليك سيجبرك على الاستسلام، مما يدفعه إلى تكرار هذا
السلوك مرارًا وتكرارًا، وبهذه الطريقة تدخل في دائرة من الاستسلام والتلاعب
المستمر.
أمثلة على
الابتزاز العاطفي
حددت الدكتورة سوزان فوروارد، وهي خبيرة عالمية في الصحة النفسية
والعلاج النفسي، مجموعة من الأساليب التي يستخدمها الأشخاص الذين يمارسون الابتزاز
العاطفي.
ووفقًا للدكتورة فوروارد، يمكن تلخيص هذه الأساليب في علامات
الابتزاز العاطفي الأساسية التي تكشف عن طبيعة التلاعب العاطفي، وتشمل هذه
العلامات ما يلي:
أسلوب العقاب
يمارس الأشخاص الذين يتبعون أسلوب المعاقبة سيطرة شديدة على الآخرين
من خلال التهديد والعقاب.
فهم لا يكتفون بطلب ما يريدون، بل يربطون ذلك بعواقب سلبية إذا لم
يتم تنفيذ طلباتهم، فيلجأون إلى الصمت التام أو المعاملة الباردة كوسيلة لمعاقبة
الطرف الآخر وإثارة مشاعر الذنب والقلق لديه.
على سبيل المثال: يرفضون التحدث إليك أو تقديم أي اهتمام إذا لم
تستجب لمطلبهم، مما يخلق جوًا من التوتر وعدم الارتياح.
جعلك تشعر بالذنب
يسعى الأشخاص الذين يتبعون أسلوب المعاقبة إلى
إلقاء اللوم عليك وتحميلك المسؤولية عن أي عواقب سلبية تنجم عن مقاومتك لطلباتهم.
فهم يجعلونك تشعر بالذنب والأسف على ما فعلوه لك،
حتى تستسلم لمطالبهم، على سبيل المثال: يقول لك: "أنت السبب في أنني أشعر
بالحزن الآن، لأنك رفضت مساعدتي.
المبالغة وإظهار المعاناة
يلجأ الأشخاص الذين يتلاعبون بمشاعر الآخرين إلى إظهار الحزن والألم
كوسيلة للضغط عليك وتلبية طلباتهم.
فهم يعتمدون على تعاطفك ورحمتك لتحقيق أهدافهم، فيعبرون عن حزنهم
بشكل مبالغ فيه، ويذكرونك باستمرار بالتضحيات التي قدموها من أجلك، وذلك لإثارة
شعور بالذنب لديك وتشجيعك على الموافقة على طلباتهم.
تخيل أن صديقًا لك يطلب منك مرافقته في نشاط لا ترغب فيه، وعندما
ترفض يبدأ في التعبير عن حزنه وألمه بشكل مبالغ فيه، ويذكر لك بعض المشاكل التي
يواجهها في حياته، وذلك بهدف إلى إثارة شفقتك وإجبارك على تغيير قرارك.
التشهير بك
يلجأ البعض إلى فضح أخطائك أو عيوبك أمام الآخرين كوسيلة للضغط عليك
أو الانتقام منك.
فبدلاً من مناقشة الأمر معك بشكل خاص، يقومون بتضخيم المشكلة
وتقديمها بطريقة سلبية أمام الجميع، مما يضعك في موقف محرج ويقلل من ثقتك بنفسك.
على سبيل المثال، يهاجم شخص ما فكرة اقترحتها في اجتماع علني، ويزعم
أنها فكرة سيئة للغاية، حتى لو كان الخطأ فيها بسيطًا.
الإغراء بالمكافآت
يستخدم الأشخاص الذين يتبعون أسلوب الإغراء، المكافآت والثناء كأداة
للسيطرة على الآخرين.
فهم يجعلونك تشعر بالرضا عن نفسك، مما يجعلك أكثر استعدادًا لتلبية
طلباتهم، ويمدحونك ويؤكدون لك أهميتك، ولكن هذا كله جزء من خطة أكبر لتحقيق
أهدافهم الشخصية.
على سبيل المثال، يجعلونك تشعر بأنك الشريك المثالي، ثم يستغلون ذلك
لإبقائك مرتبطًا بهم دون الالتزام بأي شيء.
يكون لاستخدام أسلوب الإغراء عواقب وخيمة على العلاقات، ويسبب الشعور
بالخديعة والغضب، ويدمر الثقة بين الأشخاص، فعندما تكتشف أن شخصًا ما كان يستخدمك،
تشعر بالإحباط واليأس.
كيف أحمي نفسي
من الابتزاز العاطفي؟
لتحويل علاقة مسيئة إلى علاقة صحية، عليك أولًا تحديد سلوكيات الشريك
المسيئة بدقة، هل يحاول السيطرة عليك؟ هل يهددك أو يضغط عليك؟ هل يجعلك تشعر
بالذنب باستمرار؟ بمجرد تحديد هذه السلوكيات، يمكنك البدء في اتخاذ خطوات عملية
للتغيير.
تحدث مع شريكك بهدوء وحزم، وأخبره أن سلوكه يؤذيك، واقترح حلولًا
وسطية، وحاول الوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين، وإذا لم يستجب شريكك لمحاولاتك، فيمكن
أن تحتاج إلى التفكير في إنهاء العلاقة.
وإذا كنت ترغب في تحسين علاقتك، فابدأ بتحسين مهاراتك في التواصل،
وتعلم كيفية التعبير عن مشاعرك واحتياجاتك بطريقة واضحة ومهذبة.
كما استمع إلى وجهة نظر شريكك بإنصاف، وحاول فهم وجهة نظره، وتذكر أن
التواصل الفعال يتطلب جهدًا من كلا الطرفين.
يجب أيضًا أن تحدد حدودك الشخصية وأن تحترم حدود شريكك، ولا تخف من
قول "لا" إذا كنت تشعر بعدم الارتياح تجاه شيء ما.
وتعلم كيفية حماية نفسك من التلاعب والسيطرة، وتذكر أن لديك الحق في
أن تعامل باحترام.
العلاقات الصحية مبنية على الاحترام المتبادل والتفاهم، فإذا كنت
تعيش في علاقة مسيئة، ضع صحتك النفسية في المقام الأول.
المصادر
kentuckycounselingcenter
verywellmind
تم اضافة الموضوع بواسطة : Heba Aboelneel
التحميل بصيغة ملف Word
التحميل بصيغة ملف PDF
تقييم الموضوع
شارك الموضوع